(إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ) : هو مثل : (وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ).
(لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ) : الجملة في موضع الحال من الضمير في «هلك».
(وَلَهُ أُخْتٌ) : جملة حالية أيضا ، وجواب الشرط (فَلَها).
(وَهُوَ يَرِثُها) : مستأنف لا موضع له ، وقد سدّت هذه الجملة مسدّ جواب الشرط الذي هو قوله : (إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ).
(فَإِنْ كانَتَا اثْنَتَيْنِ) : الألف في كانتا ضمير الأختين ، ودلّ على ذلك قوله : (وَلَهُ أُخْتٌ). هو ضمير من ، والتقدير : فإن كان من يرث ثنتين ، وحمل ضمير «من» على المعنى ؛ لأنّها تستعمل في الإفراد والتثنية والجمع بلفظ واحد.
فإن قيل : من شرط الخبر أن يفيد مالا يفيده المبتدأ ، والألف قد دلّت على الاثنين.
قيل : الفائدة في قوله : اثنتين ـ بيان أنّ الميراث ـ وهو الثلثان هاهنا ـ مستحقّ بالعدد مجرّدا عن الصّغر والكبر وغيرهما ؛ فلهذا كان مفيدا.
(مِمَّا تَرَكَ) : في موضع الحال من (الثُّلُثانِ).
(وَإِنْ كانُوا) : الضمير للورثة ، وقد دلّ عليه ما تقدّم.
(فَلِلذَّكَرِ) ؛ أي منهم.
(أَنْ تَضِلُّوا) : فيه ثلاثة أوجه :
أحدها ـ هو مفعول يبين ؛ أي يبيّن لكم ضلالكم ؛ لتعرفوا الهدى.
والثاني ـ هو مفعول له ، تقديره : مخافة أن تضلّوا.
والثالث ـ تقديره : لئلّا تضلّوا ، وهو قول الكوفيين. ومفعول يبين على الوجهين محذوف ؛ أي يبيّن لكم الحقّ.
سورة المائدة
١ ـ (إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ) : في موضع نصب على الاستثناء من (بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ) ، والاستثناء متّصل ؛ والتقدير : أحلّت لكم بهيمة الأنعام إلا الميتة ، وما أهلّ لغير الله به ، وغيره مما ذكر في الآية الثالثة من السورة.
(غَيْرَ) : حال من الضمير المجرور في عليكم ، أو لكم.
وقيل : هو حال من ضمير الفاعل في (أَوْفُوا).
و (مُحِلِّي) : اسم فاعل مضاف إلى المفعول ، وحذفت النون للإضافة. و (الصَّيْدِ) : مصدر بمعنى المفعول ؛ أي المصيد.
ويجوز أن يكون على بابه هاهنا ؛ أي غير محلّين.
الاصطياد في حال الإحرام.
٢ ـ (وَلَا الْقَلائِدَ) : أي ولا ذوات القلائد ؛ لأنّها جمع قلادة ؛ والمراد تحريم المقلّدة لا القلادة.
(وَلَا آمِّينَ) : أي ولا قتال آمين ، أو أذى آمّين.
وقرئ في الشاذ : «ولا آمّي البيت» ـ بحذف النون والإضافة.
(يَبْتَغُونَ) : في موضع الحال من الضمير في آمّين. ولا يجوز أن يكون صفة لآمّين ؛ لأنّ اسم الفاعل إذا وصف لم يعمل في الاختيار.
(فَاصْطادُوا) : قرئ في الشاذ بكسر الفاء ، وهي بعيدة من الصواب. وكأنه حرّكها بحركة همزة الوصل.
(وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ) : الجمهور على فتح الياء ، وقرئ بضمها ، وهما لغتان ، يقال : جرم وأجرم ؛ وقيل : جرم متعدّ إلى مفعول واحد ، وأجرم متعدّ إلى اثنين ، والهمزة للنقل ؛ فأما فاعل هذا الفعل فهو «شنآن» ، ومفعوله الأول الكاف والميم.
و (أَنْ تَعْتَدُوا) : هو المفعول الثاني على قول من عدّاه إلى مفعولين ، ومن عدّاه إلى واحد كأنه قدّر حرف الجر مرادا مع «أن تعتدوا».
والمعنى : لا يحملنّكم بغض قوم على الاعتداء.
والجمهور على فتح النون الأولى من شنآن ، وهو مصدر كالغليان والنزوان.
ويقرأ بسكونها ، وهو صفة مثل عطشان وسكران ؛ والتقدير على هذا : لا يحملنكم بغض قوم ؛ أي عداوة قوم.
وقيل : من سكن أراد المصدر أيضا ؛ لكنه خفّف لكثرة الحركات. وإذا حركت النون كان مصدرا مضافا إلى المفعول ؛ أي لا يحملنّكم بغضكم لقوم.
ويجوز أن يكون مضافا إلى الفاعل ؛ أي بغض قوم إياكم. (أَنْ صَدُّوكُمْ) : يقرأ بفتح الهمزة وهي مصدرية ؛ والتقدير : لأن صدّوكم ، وموضعه نصب ، أو جرّ على الاختلاف في نظائره.
ويقرأ بكسرها على أنها شرط.
والمعنى : إن يصدّوكم مثل ذلك الصدّ الذي وقع منهم ؛ أو يستديموا الصدّ ؛ وإنما قدّر بذلك لأنّ الصدّ كان قد وقع من الكفار للمسلمين.
(وَلا تَعاوَنُوا) : يقرأ بتخفيف التاء على أنه حذف التاء الثانية تخفيفا ، أو بتشديدها إذا وصلتها بلا على إدغام إحدى التاءين في الأخرى. وساغ الجمع بين ساكنين ؛ لأنّ الأول منهما حرف مد.
٣ ـ (الْمَيْتَةُ) : أصلها الميّتة.
(وَالدَّمُ) : أصله دمى.
(وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ) : قد ذكر ذلك كلّه في البقرة.
(وَالنَّطِيحَةُ) : بمعنى المنطوحة. ودخلت فيها الهاء ، لأنّها لم تذكر الموصوفة معها ، فصارت كالاسم. فإن قلت : شاة نطيح لم تدخل الهاء.
(وَما أَكَلَ السَّبُعُ) : «ما» بمعنى الذي ، وموضعه رفع عطفا على الميتة ؛ والأكثر ضمّ الباء من السبع ، وتسكينها لغة ، وقد قرئ به.