(بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ) : مبتدأ وخبر في موضع نصب صفة لذرّيّة.
٣٥ ـ (إِذْ قالَتِ) : قيل تقديره اذكر.
وقيل : هو ظرف لعليم.
وقيل العامل فيه اصطفى المقدّرة مع آل عمران.
(مُحَرَّراً) : حال من «ما» ، وهي بمعنى الذي ؛ لأنّه لم يصر ممّن يعقل بعد.
وقيل : هو صفة لموصوف محذوف ؛ أي غلاما محرّرا ، وإنما قدّروا غلاما ، لأنّهم كانوا لا يجعلون لبيت المقدس إلا الرجال.
٣٦ ـ (وَضَعْتُها أُنْثى) : أنثى حال من الهاء ، أو بدل منها.
(بِما وَضَعَتْ) : يقرأ بفتح العين وسكون التاء على أنه ليس من كلامها ، بل معترض ؛ وجاز ذلك لما فيه من تعظيم الربّ تعالى.
ويقرأ بسكون العين وضمّ التاء ، على أنه من كلامها.
والأوّل أقوى ؛ لأنّ الوجه في مثل هذا أن يقال : وأنت أعلم بما وضعت.
ووجه جوازه أنها وضعت الظاهر موضع المضمر تفخيما.
ويقرأ بسكون العين وكسر التاء ، كأنّ قائلا قال لها ذلك.
(سَمَّيْتُها مَرْيَمَ) : هذا الفعل مما يتعدّى إلى المفعول الثاني تارة بنفسه وتارة بحرف الجر ، تقول العرب : سميتك زيدا ، وبزيد.
٣٧ ـ (وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً) : هو هنا مصدر على غير لفظ الفعل المذكور وهو نائب عن إنبات.
وقيل : التقدير فنبتت نباتا ، والنبت والنبات بمعنى ؛ وقد يعبّر بهما عن النابت.
وتقبّلها : أي قبلها.
ويقرأ على لفظ الدعاء في : تقبّلها وأنبتها وكفلها ؛ وربّها بالنصب ؛ أي يا ربّها ، و (زَكَرِيَّا) : المفعول الثاني.
ويقرأ في المشهور كفلها ـ بفتح الفاء.
وقرئ أيضا بكسرها ، وهي لغة ، يقال كفل يكفل ، مثل علم يعلم.
ويقرأ بتشديد الفاء ، والفاعل الله ، وزكريّا المفعول.
وهمزة زكرياء للتأنيث ؛ إذ ليست منقلبة ولا زائدة للتكثير ولا للإلحاق.
وفيه أربع لغات : هذه إحداها. والثانية القصر. والثالثة زكريّ ـ بياء مشدّدة من غير ألف.
والرابعة زكر بغير ياء. (كُلَّما) : قد ذكرنا إعرابه أوّل البقرة.
و (الْمِحْرابَ) : مفعول دخل ، وحقّ «دخل» أن يتعدّى بفي أو بإلى ، لكنه اتّسع فيه فأوصل بنفسه إلى المفعول.
و (عِنْدَها) : يجوز أن يكون ظرفا لوجد ، وأن يكون حالا من الرّزق ، وهو صفة له في الأصل ؛ أي رزقا كائنا عندها.
و (وَجَدَ) المتعدي إلى مفعول واحد ، وهو جواب كلّما.
وأما (قالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ) فهو مستأنف ؛ فلذلك لم يعطفه بالفاء ؛ ولذلك (قالَتْ : هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ).
ولا يجوز أن يكون قال بدلا من وجد ؛ لأنّه ليس في معناه.
ويجوز أن يكون التقدير : فقال ، فحذف الفاء كما حذفت في جواب الشرط ؛ كقوله : (وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ) ؛ وكذلك قول الشاعر :
من يفعل الحسنات الله يشكرها وهذا الموضع يشبه جواب الشرط ؛ لأنّ «كلما» تشبه الشرط في اقتضائها الجواب.
(هذا) : مبتدأ ، وأنّى خبره ؛ والتقدير من أين. و «لك» : تبيين.
ويجوز أن يرتفع هذا بلك ، وأنّى ظرف للاستقرار.
٣٨ ـ (هُنالِكَ) : أكثر ما يقع هنا ظرف مكان ، وهو أصلها ، وقد وقعت هنا زمانا ، فهي في ذلك كعند ؛ فإنك تجعلها زمانا وأصلها المكان ؛ كقولك : أتيتك عند طلوع الشمس.
وقيل : هنا مكان ؛ أي في ذلك المكان دعا زكريا.
والكاف حرف للخطاب ، وبها تصير هنا للمكان البعيد عنك ، ودخلت اللام لزيادة البعد ، وكسرت على أصل التقاء الساكنين هي والألف قبلها.
وقيل : كسرت لئلا تلتبس بلام الملك. وإذا حذفت الكاف فقلت «هنا» كان للمكان الحاضر ؛ والعامل في هنا (دَعا).
(قالَ) : مثل قال : «أنّي لك».
(مِنْ لَدُنْكَ) : يجوز أن يتعلّق بهب لي ؛ فيكون «من» لابتداء غاية الهبة. ويجوز أن يكون في الأصل صفة ل (ذُرِّيَّةً) قدّمت فانتصبت على الحال.
و (سَمِيعُ) : بمعنى سامع.
٣٩ ـ (فَنادَتْهُ) : الجمهور على إثبات تاء التأنيث ؛ لأنّ الملائكة جماعة.
وكره قوم التاء ، لأنّها للتأنيث ؛ وقد زعمت الجاهلية أنّ الملائكة إناث ؛ فلذلك قرأ من قرأ فناداه بغير تاء ؛ والقراءة به جيّدة ؛ لأنّ الملائكة جمع ؛ وما اعتلّوا به ليس بشيء ، لأنّ الإجماع على إثبات التاء في قوله : (وَإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ).
(وَهُوَ قائِمٌ) : حال من الهاء في نادته.
(يُصَلِّي) : حال من الضمير في قائم.
ويجوز أن يكون في موضع رفع صفة لقائم.
(أَنَّ اللهَ) : يقرأ بفتح الهمزة ؛ أي بأن الله.
وبكسرها : أي : قالت إن الله ؛ لأنّ النداء قول.
(يُبَشِّرُكَ) : الجمهور على التشديد.
ويقرأ بفتح الياء وضم الشين مخفّفا ؛ وبضم الياء وكسر الشين مخفّفا أيضا ؛ يقال : بشرته وبشّرته وأبشرته ؛ ومنه قوله : (وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ).
(يحيى) : اسم أعجمي ؛ وقيل : سمّي بالفعل الذي ماضيه حيي.
(مُصَدِّقاً) : حال منه.