قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

التبيان في إعراب القرآن

التبيان في إعراب القرآن

278/397
*

سورة النور

١ ـ (سُورَةٌ) ، بالرفع على تقدير : هذه سورة ، أو مما يتلى عليك سورة. ولا يكون سورة مبتدأ ؛ لأنها نكرة.

وقرئ بالنصب على تقدير : أنزلنا سورة ، ولا موضع ل (أَنْزَلْناها) على هذا ؛ لأنه مفسّر لما لا موضع له ، فلا موضع له.

ويجوز النصب على تقدير : اذكر سورة ، فيكون موضع «أنزلناها» نصبا ، وموضعها على الرفع رفع.

(وَفَرَضْناها) ـ بالتشديد بأنه تكثير ما فيها من الفرائض ، أو على تأكيد إيجاب العمل بما فيها ، وبالتخفيف على معنى فرضنا العمل بما فيها.

٢ ـ (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي) : في رفعه وجهان :

أحدهما ـ هو مبتدأ والخبر محذوف ، تقديره :

وفيما يتلى عليك الزانية والزاني ؛ فعلى هذا (فَاجْلِدُوا) مستأنف.

والثاني ـ الخبر فاجلدوا.

وقد قرئ بالنصب بفعل دلّ عليه «فاجلدوا» ، وقد استوفينا ذلك في قوله تعالى : (وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ) ومائة ، وثمانين ـ ينتصبان انتصاب المصادر.

(وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما) : لا يجوز أن تتعلّق الباء ب (رَأْفَةٌ) ؛ لأنّ المصدر لا يتقدّم عليه معموله ؛ وإنما يتعلّق بتأخذ ؛ أي : ولا تأخذكم بسببهما.

ويجوز أن يتعلّق بمحذوف على البيان ؛ أي أعني بهما ؛ أي لا ترأفوا بهما ، ويفسّره المصدر.

والرّافة فيها أربعة أوجه : إسكان الهمزة ، وفتحها ، وإبدالها ألفا ، وزيادة ألف بعدها ؛ وكلّ ذلك لغات قد قرئ به.

و (فِي) : يتعلق بتأخذكم.

٤ ـ (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ) : في موضعه وجهان :

أحدهما ـ الرفع ، والآخر النصب على ما ذكر في قوله تعالى : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي).

(فَاجْلِدُوهُمْ) ؛ أي فاجلدوا كلّ واحد منهم ، فحذف المضاف.

(وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) : جملة مستأنفة ، ويجوز أن يكون حالا.

٥ ـ (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا) : هو استثناء من الجمل التي قبلها عند جماعة ، ومن الجملة التي تليها عند آخرين ، وموضع المستثنى نصب على أصل الباب. وقيل : موضعه جرّ على البدل من الضمير في (لَهُمْ).

وقيل : موضعه رفع بالابتداء ، والخبر (فَإِنَّ اللهَ) ، وفي الخبر ضمير محذوف ؛ أي غفور لهم.

٦ ـ (إِلَّا أَنْفُسُهُمْ) : هو نعت لشهداء ، أو بدل منه.

ولو قرئ بالنصب لجاز على أن يكون خبر كان ، أو على الاستثناء. وإنما كان الرفع أقوى ؛ لأنّ «إلا» هنا صفة للنكرة كما ذكرنا في سورة الأنبياء في قوله تعالى : (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا).

(فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ) : المصدر مضاف إلى الفاعل. وفي رفعه وجهان : أحدهما ـ هو خبر مبتدأ محذوف ؛ أي فالواجب شهادة أحدهم.

والثاني ـ هو مبتدأ ، والخبر محذوف ؛ أي فعليهم شهادة أحدهم.

و (أَرْبَعُ) ـ بالنصب على المصدر ؛ أي أن يشهد أحدهم أربع.

و (بِاللهِ) : يتعلق بشهادات عند البصريين ؛ لأنّه أقرب ؛ وبشهادة عند الكوفيين ؛ لأنّه أول العاملين.

و (إِنَّهُ) : وما عملت فيه معمول شهادات ، أو شهادة على ما ذكرنا ؛ أي يشهد على أنه صادق ؛ ولكن العامل علّق من أجل اللام في الخبر ؛ ولذلك كسرت إن.

وموضعه إمّا نصب ، أو جر على اختلاف المذهبين في «أن» إذا حذف منه الجار.

ويقرأ «أربع» بالرفع على أنه خبر المبتدأ ، وعلى هذا لا يبقى للمبتدأ عمل فيما بعد الخبر ، لئلا يفصل بين الصلة والموصول ؛ فيتعيّن أن تعمل شهادات فيما بعدها.

٧ ـ (وَالْخامِسَةُ) ؛ أي والشهادة الخامسة ، وهو مبتدأ ، والخبر (أَنْ لَعْنَةُ اللهِ).

ويقرأ بتخفيف «أن» ، وهي المخفّفة من الثقيلة ، واسمها محذوف.

و (مِنَ الْكاذِبِينَ) : خبر «أن» على قراءة التشديد ، وخبر «لعنة» على قراءة التخفيف.

ويقرأ «والخامسة» ـ بالنصب ـ على تقدير : ويشهد الخامسة ؛ ويكون التقدير : بأنّ لعنة الله ، ويجوز أن يكون بدلا من الخامسة.

٨ ـ (أَنْ تَشْهَدَ) : هو فاعل يدرأ.

و (بِاللهِ) : يتعلق بشهادات ، أو بأن تشهد ، كما ذكرنا في الأولى.

٩ ـ (وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْها) : هو مثل الخامسة الأولى ، ويقرأ «أنّ» بالتشديد ، و «أن» بالتخفيف ، وغضب ـ بالرفع ؛ ويقرأ : غضب على أنه فعل.

١٠ ـ (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ) : جواب «لولا» محذوف ، تقديره : لهلكتم ، أو لخرجتم ، ومثله رأس العشرين من هذه السورة.

١١ ـ (عُصْبَةٌ مِنْكُمْ) : هي خبر «إن» ؛ ومنكم : نعت لها ، وبه أفاد الخبر.

(لا تَحْسَبُوهُ) : مستأنف ، والهاء ضمير الإفك ، أو القذف.