(وَأَنْتُمْ سُكارى) : حال من ضمير الفاعل في تقربوا.
و (سُكارى) : جمع سكران ، ويجوز ضمّ السين وفتحها ، وقد قرئ بهما.
وقرئ أيضا «سكرى» ـ بضم السين من غير ألف ، وبفتحها كذلك ، وهي صفة مفردة في موضع الجمع ، فسكرى مثل حبلى ، وسكرى مثل عطشى.
(حَتَّى تَعْلَمُوا) ؛ أي إلى أن ، وهي متعلّقة بتقربوا.
و (ما) : بمعنى الذي ، أو نكرة موصوفة ، والعائد محذوف.
ويجوز أن تكون مصدرية ، ولا حذف.
(وَلا جُنُباً) : حال ، والتقدير : لا تصلّوا جنبا ، أو لا تقربوا مواضع الصلاة جنبا.
والجنب : يفرد من التثنية والجمع في اللغة الفصحى ، يذهب به مذهب الوصف بالمصادر ، ومن العرب من يثنّيه ويجمعه ، فيقول جنبان وأجناب ، واشتقاقه من المجانبة وهي المباعدة.
(إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ) : هو حال أيضا ؛ والتقدير : لا تقرّبوها في حال الجنابة إلا في حال السفر ، أو عبور المسجد على اختلاف الناس في المراد بذلك. (حَتَّى تَغْتَسِلُوا) : متعلق بالعامل في جنب.
(مِنْكُمْ) : صفة لأحد.
و (مِنَ الْغائِطِ) : مفعول جاء.
والجمهور يقرؤون الغائط على فاعل ، والفعل منه غاط المكان يغوط ، إذا اطمأنّ.
وقرأ ابن مسعود بياء ساكنة من غير ألف ؛ وفيه وجهان :
أحدهما ـ هو مصدر يغوط ، وكان القياس غوطا ، فقلب الواو ياء ، وأسكنت وانفتح ما قبلها لخفّتها.
والثاني ـ أنه أراد الغيط ، فخفّفت ؛ مثل سيد وميت.
أو لمستم : يقرأ بغير ألف وبألف ، وهما بمعنى.
وقيل : لامستم : ما دون الجماع ، ولمستم للجماع.
(فَلَمْ تَجِدُوا) : الفاء عطفت ما بعدها على جاء ، وجواب الشرط (فَتَيَمَّمُوا) : و «جاء» معطوف على كنتم ؛ أي وإن جاء أحد.
(صَعِيداً) : مفعول تيمّموا ، أي اقصدوا صعيدا.
وقيل : هو على تقدير حذف الباء ؛ أي بصعيد.
(بِوُجُوهِكُمْ) : الباء زائدة ؛ أي امسحوا وجوهكم. وفي الكلام حذف ؛ أي فامسحوا وجوهكم به أو منه ، وقد ظهر ذلك في آية المائدة.
٤٤ ـ (مِنَ الْكِتابِ) : صفة لنصيب.
(يَشْتَرُونَ) : حال من الفاعل في أوتوا.
(وَيُرِيدُونَ) مثله. وإن شئت جعلتهما حالين من الموصول ، وهو قوله : (إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا) ، وهي حال مقدّرة.
ويقال : ضللت «السّبيل» ، وعن السبيل ، وهو مفعول به ، وليس بظرف ، وهو كقولك : أخطأ الطريق.
(وَلِيًّا) ، و (نَصِيراً) : منصوبان على التمييز.
وقيل : على الحال.
٤٦ ـ (مِنَ الَّذِينَ هادُوا) : فيه ثلاثة أوجه : أحدها ـ أنه خبر مبتدأ محذوف ، وفي ذلك تقديران :
أحدهما ـ تقريره : هم من الذين ؛ ف (يُحَرِّفُونَ) على هذا حال من الفاعل في هادوا.
والثاني ـ تقديره : من الذين هادوا قوم ، فقوم هو المبتدأ ، وما قبله الخبر ، ويحرّفون نعت لقوم.
وقيل التقدير : من الذين هادوا من يحرّفون ، كما قال : (وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ) ؛ أي من له ، ومن هذه عندنا نكرة موصوفة مثل قوم ، وليست بمعنى الذي ؛ لأنّ الموصول لا يحذف دون صلته.
والوجه الثاني ـ أن «من الذين» متعلّق بنصير ، فهو في موضع نصب به ، كما قال : (فَمَنْ يَنْصُرُنا مِنْ بَأْسِ اللهِ) ؛ أي يمنعنا.
والثالث ـ أنه حال من الفاعل في يريدون ؛ ولا يجوز أن يكون حالا من الضمير في أوتوا ؛ لأنّ شيئا واحدا لا يكون له أكثر من حال واحدة ؛ إلا أن يعطف بعض الأحوال على بعض ؛ ولا يكون حالا من الذين لهذا المعنى.
وقيل : هو حال من أعدائكم ؛ أي والله أعلم بأعدائكم كائنين من الذين ، والفصل المعترض بينهما مسدد فلم يمنع من الحال ، وفي كل موضع جعلت فيه من الذين هادوا حالا ، فيحرفون فيه حال من الفاعل في هادوا.
و (الْكَلِمَ) : جمع كلمة.
ويقرأ : «الكلام» ، والمعنى متقارب.
و (عَنْ مَواضِعِهِ) : متعلق بيحرّفون ، وذكّر الضمير المضاف إليه حملا على معنى الكلم ، لأنّها جنس.
(وَيَقُولُونَ) : عطف على يحرّفون.
و (غَيْرَ مُسْمَعٍ) : حال ، والمفعول الثاني محذوف ؛ أي لا أسمعت مكروها ؛ هذا ظاهر قولهم ؛ فأما ما أرادوا فهو لا أسمعت خيرا.
وقيل : أرادوا غير مسموع منك.
(وَراعِنا) : قد ذكر في البقرة.
و (لَيًّا) ، (وَطَعْناً) : مفعول له. وقيل : مصدر في موضع الحال ، والأصل في ليّ : لوي ، فقلبت الواو ياء وأدغمت.
و (فِي الدِّينِ) : متعلق ب «طعن».
(خَيْراً لَهُمْ) : يجوز أن يكون بمعنى أفعل ، كما قال : (وَأَقْوَمَ). ومن محذوفة ؛ أي من غيره.
ويجوز أن يكون بمعنى فاضل وجيّد ، فلا يفتقر إلى «من».