ويجوز أن يكون مبتدأ ، والذين ينفقون معطوف عليه ، والخبر : إن الله لا يظلم ؛ أي لا يظلمهم.
والبخل والبخل لغتان ، وقد قرئ بهما ، وفيه لغتان أخريان : البخل ـ بضم الخاء والباء ، والبخل بفتح الباء وسكون الخاء.
و (مِنْ فَضْلِهِ) : حال من «ما» ، أو من العائد المحذوف.
٣٨ ـ (وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ رِئاءَ النَّاسِ) : رئاء مفعول من أجله ، والمصدر مضاف إلى المفعول ؛ فعلى هذا يكون قوله : (وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ) : معطوفا على ينفقون داخلا في الصّلة. ويجوز أن يكون مستأنفا.
ويجوز أن يكون رئاء الناس مصدرا في موضع الحال ؛ أي ينفقون مرائين.
(فَساءَ قَرِيناً) : أي فساء هو ، والضمير عائد على من ، أو على الشيطان.
و «قرينا» : تمييز. وساء هنا منقولة إلى باب نعم وبئس ، ففاعلها والمخصوص بعدها بالذم مثل فاعل بئس ومخصوصها ؛ والتقدير : فساء الشيطان والقرين.
فأما قوله : (وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ) ففي موضعه ثلاثة أوجه :
أحدهما ـ هو جرّ عطفا على الكافرين في قوله : (وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ).
والثاني ـ نصب على ما انتصب عليه الذين يبخلون.
والثالث ـ رفع على ما ارتفع عليه الذين يبخلون ، وقد ذكرا.
فأما رئاء الناس فقد ذكرنا أنه مفعول له ، أو حال من فاعل ينفقون.
ويجوز أن يكون حالا من الذين ينفقون ؛ أي الموصول ؛ فعلى هذا يكون قوله : (وَلا يُؤْمِنُونَ) مستأنفا لئلا يفرق بين بعض الصلة وبعض بحال الموصول.
٣٩ ـ (وَما ذا عَلَيْهِمْ) : فيه وجهان :
أحدهما ـ «ما» مبتدأ ، و «ذا» بمعنى الذي ، وعليهم صلتها ، والذي وصلتها خبر ما.
وأجاز قوم أن تكون الذي وصلتها مبتدأ ؛ وما خبرا مقدّما ؛ وقدّم الخبر لأنّه استفهام.
والثاني ـ أن ما وذا اسم واحد مبتدأ ، وعليهم الخبر ، وقد ذكرنا هذا في البقرة بأبسط من هذا.
و (لَوْ) : فيها وجهان :
أحدهما ـ هي على بابها ، والكلام محمول على المعنى ؛ أي لو آمنوا لم يضرهم. والثاني ـ أنها بمعنى «أن» الناصبة للفعل ، كما ذكرنا في قوله : (لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ) وغيره.
ويجوز أن تكون بمعنى إن الشرطية ، كما جاء في قوله : (وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ) ؛ أي وأيّ شيء عليهم إن آمنوا ؛ وتقديره على الوجه الآخر : أي شيء عليهم في الإيمان.
٤٠ ـ (مِثْقالَ ذَرَّةٍ) : فيه وجهان :
أحدهما ـ هو مفعول ليظلم ؛ والتقدير : لا يظلمهم ، أو لا يظلم أحدا ـ ويظلم بمعنى ينتقص ؛ أي ينقص ، وهو متعدّ إلى مفعولين.
والثاني ـ هو صفة مصدر محذوف ، تقديره : ظلما قدر مثقال ذرّة ؛ فحذف المصدر وصفته ، وأقام المضاف إليه مقامهما.
(وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً) : حذفت نون تكون لكثرة استعمال هذه الكلمة ، وشبه النون لغنّتها وسكونها بالواو ؛ فإن تحرّكت لم تحذف نحو (وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطانُ). (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ).
و «حسنة» ـ بالرفع على أنّ كان التامة ؛ وبالنصب على أنها الناقصة.
و (مِنْ لَدُنْهُ) : متعلق بيؤت ، أو حال من الأجر.
٤١ ـ (فَكَيْفَ إِذا) : الناصب لها محذوف ؛ أي كيف تصنعون ، أو تكونون. وإذا ظرف لذلك المحذوف.
(مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ) : متعلق بجئنا ، أو حال من شهيد على قول من أجاز تقديم حال المجرور عليه.
(وَجِئْنا بِكَ) : معطوف على جئنا الأولى ، ويجوز أن يكون حالا وتكون «قد» مرادة.
ويجوز أن يكون مستأنفا ، ويكون الماضي بمعنى المستقبل.
و (شَهِيداً) : حال ، و «على» ، يتعلّق به ؛ ويجوز أن يكون حالا منه.
٤٢ ـ (يَوْمَئِذٍ) : فيه وجهان :
أحدهما ـ هو ظرف ل (يَوَدُّ) ، فيعمل فيه.
والثاني ـ يعمل فيه شهيدا ؛ فعلى هذا يكون يودّ صفة ليوم ، والعائد محذوف ؛ أي فيه ؛ وقد ذكر ذلك في قوله : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي). والأصل في «إذا» ، إذ ، وهي ظرف زمان ماض ، فقد استعملت هنا للمستقبل وهو كثير في القرآن ، فزادوا عليها التنوين عوضا من الجملة المحذوفة ، تقديره : يوم إذ تأتي بالشهداء ، وحركت الذال بالكسر لسكونها وسكون التنوين بعدها.
(وَعَصَوُا الرَّسُولَ) : في موضع الحال ، «وقد» مرادة ؛ وهي معترضة بين يودّ وبين مفعولها ؛ وهو : (لَوْ تُسَوَّى).
و (لَوْ) : بمعنى أن المصدرية ، وتسوّى على ما لم يسمّ فاعله.
ويقرأ تسّوّى ـ بالفتح والتشديد ؛ أي تتسوى ، فقلبت الثانية سينا وأدغم.
ويقرأ بالتخفيف أيضا على حذف الثانية.
(وَلا يَكْتُمُونَ) : فيه وجهان :
أحدهما ـ هو حال ، والتقدير : يودون أن يعذّبوا في الدنيا دون الآخرة ، أو يكونوا كالأرض ، (وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ) في ذلك اليوم (حَدِيثاً).
[الثاني : أن يكون معطوفا على «تسوّى» ، وتكون «لا» زائدة] (أنباري).
٤٣ ـ (لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ) : قيل : المراد مواضع الصلاة ، فحذف المضاف. وقيل : لا حذف فيه.