أطلعته على أهمية استخراج الفحم بطرق علمية ، فابتداءا من سنة ١٨٧٨ م وجه السلطان أوامره إلى الحاجب موسى بن أحمد ليستفسر فابتداء من السفير هاي عن ذلك. (١) وطلب منه مد المخزن المغربي بالخبراء في هذا الميدان ، وبالفعل توافد على المغرب العديد من المهندسين المتخصصين منهم البريطاني E.Silva الذي تمكن من العثور على منجم فحمي بالقرب من طنجة (٢) بمساعدة المهندس المغربي الزبير سكيرج والإشراف الإداري لمحمد الزبيدي ، الذي أوضح للسلطان بأن بداية الاستخراج يمكن أن تتم «... بحفر آبار ثلاثة كآبار السواني متفرقة ليعرف منها الجهة القريبة للمنفعة فيقع الشروع منها ...» (٣) ، كما طلب الزبيدي «التوجيه على عشرين معلما من أهل تدغة الذين يحفرون الخطاطير بالحوز يحفرون الآبار بصائر قريب الأجرة ..» بعد أن رفض السلطان استغلاله من طرف المؤسسات الأجنبية ، بل طلب المساعدة في البحث والتنقيب فقط ، لأنه كان يرى في ذلك أداة للتغلغل الأجنبي ، كما رفض باقي العروض الأجنبية الأخرى.
وسائل النقل : كان على رأسها «بابور البر» أو القطار البخاري (٤) الذي أثار إعجابه خاصة أنه كان الوسيلة الوحيدة لتنقلهم عبر التراب الأوربي ، ووفر لهم الراحة ومتعة
__________________
(١) رسالة موسى بن أحمد إلى د. هاي بتاريخ ١٧ رجب ١٢٩٥ ه / ١٧ يوليوز سنة ١٨٧٨ م وثائق المفوطات البريطانية ٨٩ / ١٧٤.F.O ..
(٢) الكناش ٣٤٨ الخزانة الحسنية ص ٥٤ رسالة السلطان إلى بركاش بتاريخ ٥ صفر ١٣٠١ ه / ٦ دجنبر ١٨٨٣ م.
(٣) نفس الكناش ١٢٥ رسالة الزبيدي إلى السلطان بتاريخ ١٦ ربيع الأول ١٣٠١ ه / ١٥ فبراير ١٨٨٤ م وب «الإتحاف» خ. ح ٤٦٣.
(٤) في سنة ٢٩٤ ه ، وفد على السلطان عدة باشدورات الأجناس «... وتكلم الفرنسيس في شأن بابور البر والتلغراف وإجرائهما بالمغرب ، كما هو في سائر بلاد المعمور ، وزعم أن في ذلك نفعا كبيرا للمسلمين والنصارى ، وهو والله عين الضرر ، وإنما النصارى جربوا سائر البلاد فأرادوا أن يخربوا هذا القطر السعيد الذي طهره الله من دنسهم ، نسأله سبحانه أن يكبت كيدهم ويحفظ المسلمين من شرهم ...». «الاستقصا» ، الناصري ، ج ٩ : ١٦٢.