بيلي (١) بجوار جنوة من جهة غربيها بينهما نحو ساعة غير ربع بمسير بابور البر وهناك جبال مشرفة على البحر ، فلما وصلنا إليها طلع بنا القونصو ، أي الترجمان الذي معنا إلى أوطيل ، صعدنا إليه في درج من الرخام طول كل درجة نحو أربعة أذرع ، وأتي لنا بشيء من الفواكه وحلواء الثلج ، ثم خرجنا منه إلى سطح مربع طوله /٣٤٥/ ستون خطوة وعرضه ثنتا عشرة خطوة ، وهو مفرش بالرخام رخامة بيضاء وأخرى زرقاء وهكذا ، وله دربوز من الرخام الأبيض محيط بجهاته الثلاث ، له شراريف من الرخام مخروطة الشكل من الوسط خرطا فيه تعريج ، وأطرافها مبسوطة والقناطير التي توضع على هذه الشراريف من الرخام طول كل قنطرة تسعة عشر شبرا بشبر مقيده ، فوقفنا هناك هنيئة تارة مستشرفين على البحر ، وتارة على الجبال المقابلة له والعراصي والبساتين التي بها والقبب المبنية فيها ، ثم نزل الترجمان وطلب من الباشدور الدخول إلى إحدى تلك العراصي التي في تلك الجبال القريبة إلينا ، فساعده فمشينا راجلين في طرق متسعة فتحت في هذا الجبل ، وغرس عن اليمين واليسار أشجار كأشجار البلز متصاعدة مع الجبل بعضها فوق بعض ، فانتهينا في الطريق إلى قبة مربعة في كل ربع نحو عشرة أذرع ، في كل ربع باب كبير دفتاه من الزاج المورق بالألوان ، وأحاط بربعها نبحان في كل واحد قوسان على سارية من الرخام ، وقد نقشت هذه القبة والنبحان نقشا رقيقا لطيفا كنقش الجباصة بفاس ، فسئل الترجمان عن هذه العرصة لمن هي ، فقال : لتاجر من التجار ، وأن هذه القبة بناها صاحب هذه العرصة اعتناء بملكة النامسة كانت دخلت لهذه العرصة ، وجلست للاستراحة في ذلك الموضع الذي بنيت فيه القبة وذلك قبل بنائها ، وبعد
__________________
(١) Pegli توجد وسط منطقة ليكوريا تبعد بحوالي ١٠ كلم على مركز مدينة جنوة ، كانت وما زالت محطة سياحية ممتازة.
وأشارت جريدةGazzetta Di Genova ليوم فاتح شتمبر ١٨٧٦ ، أن السفارة المغربية نزلت بفندق Fedes الذي كانت أبوابه مضاءة بشكل رائع ، وكانت فرقة من الجنود تقوم بدور حرس الشرف ... وستستقبل السفارة المغربية أبرز السلطات المدنية والعسكرية التي ستصاحبها لزيارة ثكنةS.Benigno وكذلك أهم المآثر بالمدينة.