الكبير ، هكذا ترجم عندي ، ودليله (١) الخط المفتوح على رق الشعرة الذي في وسط النيشان الذي يركبونه عن يسار خزنة المدفع ، إذا توهم نزول هذا الخط المفتوح إلى الأرض ، يكون مماسا لدائرة خزنة المدفع عمودا على الخط الخارج من نقطة التماس المار بمركز دائرة الخزنة ، وحيث يكون النيشان مركبا على هذه الكيفية ، فالناظر في الخط المفتوح في النيشان حالة تحقيق مسامتته للإشارة ، بحيث يكون تحريك الكريطة ودورانها يمينا أو يسارا ، إنما ذلك لعدم انطباق الشعاع الخارج من بصره النافد من الخط المفتوح في النيشان على الضلع الأيسر من المربع الذي في وسط لوحة الإشارة المصبوغ بالسواد ، ولا يكون يطلب إلا مسامتتهما لأنه لو كان يطلب غير مسامتتهما لكان إما أن يطب وقوع خط النيشان على السواد أو خارجه ، وفي ذلك من الخلل ما لا يخفى ، وأيضا فعند مسامتة الخطين مسامتة حقيقية وانتصاب المدفع انتصابا لا ميل له إلى جهتي الارتفاع والانخفاظ ، يكون قطب دائرة فورمة المدفع مسامتا لقطب الدائرة المتوهمة في سواد لوحة الإشارة ، المماسة لأضلاع مربعة ، لأنه لا يمكن مسامتة قطبي الدائرتين المذكورتين إلا بمسامتة خط النيشان لخط الضلع المقابل له من أضلاع مربع السواد المذكور والله أعلم. هذا ما ظهر لي في ذلك والعلم لله ، ولم يتقدم لي عمل مع الطبجية في علم رمايتهم ، لكن كان منهم من ينتمي إلي ، ويأخذ عني (٢) قواعد
__________________
(١) رسم يوضح ما جاء عند صاحب الرحلة عن كيفية رمي الإشارة (أ).
والعوامل المتحكمة في ذلك هي :
ـ قوة رمي المدفع. ـ وزن القديفة.
ـ زاوية الرمي. ـ المسافة الفاصلة بين المدفع والهدف.
(انظر ملحق الرسوم والصور صفحة ٢٦).
(٢) كان تعطى بسلا دروس تعليمية تهتم بالمدفعية بصفة خاصة كما جاء في رسالة السلطان المولى عبد الرحمن إلى عامل سلا محبوبة «... وبعد ، فبوصول كتابنا هذا إليك عين عشرين من الولدان النجباء لتعلم علم تاطبجيت ، وانظ لهم معلما ماهرا أو معلمين من طبجية البلد ، يعلمهم ويشرعون في التعلم الآن فيبدأون بمقدماته ، ثم يتدربون منها إلى الأخذ في تعلم رماية المدافع والمهراس ، هكذا حتى ينجبوا ويمهروا في الصنعة ، ويصيروا قادرين على الخدمة ...» ، ٢٠ ذي القعدة عام ١٢٧٣ ه / ١٨٥٧ م.(الاستقصا ، ج ٩ : ٧٠). وقد أصبحت هذه الدروس أكثر تنظيما أوائل عهد السلطان الحسن الأول.