إلى اللوحة التي تمسكه ، فيكون منحرفا فيه تعريج ، والمعلم الذي ينسج أسفل رجله اليمنى خشبتان كالجائزتين ، تارة ينزل رجله عليهما معا وتارة على إحداهما فقط ، وعند الخدمة تارة ينزل بعض تلك الخيوط المثقلة بالخفيف وتارة ترتفع ، وهو يخدم بنزق واحد ، فيرسله بيده اليسرى فيمر بين خيوط السدا ثم يجذب خيطا بيمناه في ناعورة ، فوق المنسج وفي وسطه ، فيرجع ذلك النزق وحده بين خيوط السدا من اليمين إلى اليسار ، وبعض المعلمين يخدمون النزق من الجهتين بتلك الناعورة ، ويكون قابضا بإحدى يديه القنبة المعلقة في تلك الجرارة ، وبالأخرى الدقاق الذي يدق به عند النسج ، وكلما جذب تلك القنبة إلى جهة يأتي النزق إليها ، ووجدنا رجلا آخر يخدم الموبر البرانية ، وله سداوات ثلاث في منسج واحد إحداها حرير صافي ، والأخريان من قطن ، وهو يجعل بين السدا ثلاثة قضبان من السلك الرقيق مجعوبة ومشقوقة ، ويصلها بمحل النسيج ويرسل النزق ثلاث مرات /٢٨١/ ثم يأخذ حديدة لطيفة أرق من الميزق ، ويشق برأسها الحرير الذي التوى على ذلك السلك المشنوق ، فيقطع الحرير ويلقى الميزق ذلك الشق الذي في السلك ، ثم يخرجه ، وهكذا فيشق ذلك الحرير تطلع الوبرة على وجه الموبر ، وهناك أناس آخرون يخدمون ثيابا فاخرة مشجرة بالذهب وبالحرير على أشكال وألوان لا تكاد تحصى كثرة. وطولعنا بعينات منها عندهم مهيئة يرسلونها لمن يريد شراء شيء منه ، فمنها ما ثمنه يزيد على أربعين ريالا للقالة. ومنها ما دون ذلك إلى أقل من ريال واحد للقالة.
ووجدنا هناك مكينة فيها مناسج عديدة ، عرض كل منسج خمسة أمتار تخدم ثوب المسوس ، وآلات النسج تخدم بحركات المكينة لا يمسها أحد إلا من يقابلها لمباشرة ما ، كوصل خيط عند انفصاله أو شبه ذلك. ووجدنا طرفا منها منسوجا في غاية اللطافة والرقة والليونة ، وظننا أنه منسوج من الحرير ، فأخبر كبير الفابريكة أنه من الحرير وشعر المعز أنصافا ، وخيطه مبروم أرق من الشعرة بأضعاف ، ة حتى قيل إن وزن أوقية من هذا الخيط يكون طوله ثلاثين ألف متر ، وأيضا فالثوب الذي وجدته منسوجا عرضه خمسة أمتار ، وطوله سبعة عشر مترا ، قيل وزنه كيلو واحد ، وثمنه أربعون ريالا ، فإذا قسم هذا المنكب الذي طوله خمسة أمتار ، وهي تعدل تسعة أذرع تقريبا ، على قالة ونصف يكون فيه ستة مناكب ، وإذا قسمت هذه القطعة نصفين