الخاصة ، المنتخبة بديار الفرجات عندهم ، المسماة عندهم بديار الطياطرو (١). ويرون ذلك من وجوه المبرات بنا والإكرام لنا ، فكنا نتوجه إليها مساعدة ، وهي ذات أشكال بديعة مشتملة على قبب رفيعة ، مرفوعة على سوار من رخام ، في وسطها ثريات تشغل بالغاز مع لانبات منه (٢) / ١٤٣ / في أماكن محيطة بداخل الدار ، ومن العجب أنهم إذا أرادوا إطفاء الثريات وغيرها من جميع الضوء الذي في الدار ، فيدار لولب واحد فتنطفئ كلها دفعة واحدة ، وأحسن ما يبين هنا من هذه الفرجات أن عند أرباب بعض هذه (٣) الديار حيلا معلمة ، تعلم اصطلاح نقر طنبور العسكر وموسيقاه ، وعددها ثمانية ، تخرج إلى وسط الدار فمهما تكلم الطنابري الذي هناك مع صاحب الموسيقا بشيء تجيبه العسكر من الآدمي ، فتراهما في بعض الأوقات تقبل واحدا بعد واحد مع تتابع أيديها وأرجلها في الخطى ، وحيث يتغير نقر الطنبور والموسيقا تراها تصطف وتقبل في صف واحد ، وتارة يدور بعضها على بعض كما يفعله العسكر في بعض الأوقات ، وتارة ترفع أيديها وتقف على أرجلها ، وتقبل في صف واحد ، ثم ترجع إلى مرابطها عندما يؤذن لها بذلك. وفي بعض الأوقات خرج منها فرس واحد مسرج وتبعه صبي صغير السن نحيف الجسم لا أظن سنه يبلغ ثمانية أعوام ، وهو عاري الجسد عدا عورته مستورة فعمد إلى ذلك الفرس وقفز قفزة واحدة ، فإذا به فوق ظهره ، فصار الفرس يعدو به دائرا مع محيط الدار / ١٤٤ / حتى دار به نحو ثلاث مرات ، ثم قفز فوق ظهره فإذا به واقف ، فصار ينقلب فوقه ، تارة أمامه ، وتارة وراءه ، وتارة تراه يرقص فوق الفرس ، وتارة تراه في حال قيامه مائلا إلى جهة
__________________
(١) يقصد السرك أو الملعب البهلواني داخل مسرح مدرج AmPhitheatre يعرف بالروماني.
(٢) انظر شرحها في الملحق رقم : ٤.
(٣) ظهر السرك الحديث لأول مرة بانجلترا ، في شكل متنقل ، داخل إطار مؤسسة خاصة بالألعاب البهلوانية وترويض بعض الحيوانات المتوحشة والأليفة. شيد السيد Astler PhiliPفي لندن أول مسرح مدرج AmPhithetre سنة ١٧٨٠ م. وانتقل هذا الفن بسرعة إلى فرنسا ، وشيد بها سرك Elysees ChamPs وسرك نابليون. وبعد حرب ١٨٧٠ م تزايد عددهم داخل مدينة باريس بعد النجاح الكبير الذي عرفته هذه الدور.
G. Dictionnaire Ency. Larousse, Paris