يقول «أشهد أنّك صادق» وإنّما هو «أشهد على ذلك».
وقال (وأنّ المسجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا) (١٨) [الجنّ : الآية ١٨] يقول : «فلا تدعوا مع الله أحدا لأنّ المساجد لله»
، وفي هذا الإعراب ضعف ، لأنه عمل فيه ما بعده ، أضافه إليه بحرف الجر. ولو قلت «أنّك
صالح بلغني» لم يجز ، وإن جاز في ذلك. لأنّ حرف الجر لما تقدم ضميره قوي. وقد قرىء
مكسورا. وقال بعضهم : «إنّما هذا على (أوحى إلىّ أنّه استمع
نفر مّن الجنّ) [الجن : ١] و «أوحي إليّ أنّ المساجد لله» و «أوحي إلىّ أنه لما قام عبد
الله». وقد قرىء (وأنّه تعلى جدّ ربّنا) [الجنّ : الآية ٣] ففتح كل «أن» يجوز فيه على الوحي. وقال بعضهم (وإنه تعالى جد ربنا) فكسروها من قول الجن. فلما صار بعد القول صار حكاية
وكذاك ما بعده مما هو من كلام الجن.
وأما «إنّما»
فإذا حسن مكانها «أنّ» فتحتها ، وإذا لم تحسن كسرتها. قال (إنّما أنا بشر مّثلكم يوحى إلىّ أنّما
إلهكم إله واحد) [فصلت : ٦] فالآخرة يحسن مكانها «أنّ» فتقول : يوحى إليّ أنّ إلهكم إله
واحد». قال الشاعر : [الطويل]
٩٠ ـ أراني ـ ولا كفران لله ـ إنّما
|
|
أواخي من
الأقوام كلّ بخيل
|
لأنّه لا يحسن
ها هنا «أنّ» فلو قلت : «أراني أنما أواخي من الأقوام» لم يحسن. وقال : [الخفيف]
٩١ ـ أبلغ الحارث بن ظالم المو
|
|
عد والناذر
النّذور عليّا
|
أنّما تقتل
النّيام ، ولا تق
|
|
تل يقظان ذا
سلاح كميّا
|
فحسن أن تقول :
«أنّك تقتل النّيام». وأمّا قوله عزوجل (أيعدكم أنّكم إذا
متّم وكنتم ترابا وعظما أنّكم مّخرجون) (٣٥) [المؤمنون : الآية ٣٥] فالآخرة بدل من الأولى.
وأمّا «إن»
الخفيفة فتكون في معنى «ما» كقول الله عزوجل (إن الكفرون إلّا فى
غرور) [الملك : ٢٠] أي : ما الكافرون. وقال (إن كان للرّحمن ولد) [الزخرف :
__________________