والأسباب الموضوعية وراء كلّ رأي أو فكرة ، بعيدا عن كلّ ما يخلّ بهذا
المنهج.
يضاف إلى ذلك
أنّه كان يعتمد المنهج الأنسب للمقارنة بين القوانين والقواعد الإسلامية والقوانين
والقواعد الوضعية ، وكان يقارن بين آراء القدامى وآراء المحدثين أيضا في مجالات
الفقه والأصول والقواعد الفقهية ؛ وفي المسائل الخلافية بين المذاهب الإسلامية.
المنهج التقريبي عند العلّامة الحكيم
يسعى العلّامة ـ
في دراسة الفقه المقارن من خلال بحث أصوله وقواعده الفقهية ـ إلى إرساء الدعائم
الرئيسة للتقريب بين المذاهب الإسلامية ، وذلك بتوحيد مرجعياتها العلمية في أصول
الفقه والقواعد العامّة : بأن تكون مشتركة بين الجميع ، وتخضع لقوانين البحث
والنقد العلمي ، بعيدا عن الاختلافات العقائدية التي لا تتّصل مباشرة بمباحث
الأصول والقواعد العامّة.
ويبدو أنّ
العلّامة الحكيم كان يؤكّد هذا المنهج ؛ لأنّه كان يرى أنّ الوحدة والتقريب بين
المذاهب الإسلامية لا يتحقّقان بمجرّد الشعارات ، وعقد الندوات ، وإلقاء الخطب ،
بل لا بدّ من المضيّ في خطوات ملموسة تهدف إلى تحقيق ذلك على ساحة العمل وأرض
الواقع ، وكسر حاجز عدم الثقة الذي يحول بين وحدة المسلمين ، والذي تراكم على مدى
تلك القرون المتمادية ، ممّا أدّى إلى أزمة عدم الثقة بالطرف الآخر ، وعدم تفهّمه
والإنصات له.
ولذلك استشعر
العلّامة كلّ ذلك ، وقام بخطوات يشهد لها بالنجاح ؛ من أجل التقريب بين المذاهب
الإسلامية ، فمن خلال منهجه هذا استطاع أن يدخل المذاهب الإسلامية في حوار ونقاش
للأسس والركائز التي يبتني عليها كلّ مذهب على صعيدي الأصول والقواعد الفقهية ؛
فإنّ التقارب يبدأ من الحوار والاستماع إلى حجّة الطرف