وكذلك لأوباش المنجمين وسوسة فيها ، حتى قال بعض المذكورين منهم :
إذا بلغ أوج الشمس إلى درجتها استولت هي بقوتها وتأثيرها على الدنيا ، فيرتفع الجزر والفساد ، وينعدم التعب والكدّ ، ويتغير طباع التحسين.
وهذا القائل ينظر في التنجيم من وراء حجاب ، ويؤذي أصحاب تلك الصناعة. فإنّ أوج الشمس عندهم ثابت البتة.
وقد نظم ذلك بعض كتّاب هذه الدولة في الأمير الماضي رحمهالله فقال :
١١٣٧ ـ تجاوزت أوج الشّمس عزا ورفعة |
|
وذللت قسرا كلّ من يتملك |
١١٣٨ ـ فما حركات متعبات تديمها |
|
تنأى بأوج الشمس لا يتحرك |
وكذلك ما يدري كيف اختار هذا القائل الشعرى على قلب الأسد الملكي الذي هو على ممرّ الأوج أن لو كان يتحرك ، وما دام هذا العالم موسوما بالموت والحياة ، والسباع بالأنياب والبراثن ، والأعمال بالمحاولة والمزاولة كان ما قاله هذا القائل محالا.
وفي الاختلاف بين الناس ائتلاف مصالحهم ، فإنهم إذا تساووا في السعة والدّعة هلكوا.
(وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى). (٥٣)
أي : المنقلبة. مدائن قوم لوط.
(أهوى) رفعها جبريل إلى السماء ، ثم أهوى بها.
(أَزِفَتِ الْآزِفَةُ). (٥٧)
اقتربت القيامة.
(لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ كاشِفَةٌ). (٥٨)