تزايد المسلمون
بالنفقات في غزوة تبوك على أقدارهم ، فجاء علية بن زيد المحاربي بصاع من تمر ،
وقال : إني أجّرت نفسي بصاعين : ذهبت بأحدهما لعيالي ، وجئت بالآخر صدقة ، فسخر
منه المنافقون .
(إِنْ تَسْتَغْفِرْ
لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً). (٨٠)
جاء على
المبالغة دون التقدير ؛ لأن السبعة أكمل الأعداد ؛ لأنها جمعت معاني العدد كله
لأنّ العدد كلّه أزواج وأفراد ، والأزواج منها أول وثان ، والثلاثة أول الأفراد
والخمسة فرد تال ، فإذا جمع فرد أول إلى زوج ثان زوج يردّ إلى فرد ثان كانت سبعة.
يبين ذلك أنّ
الستة لأول عدد تام ، لأنه إذا جمعت أجزاؤه كانت مساوية لها ، لأن لها نصفا وهو
ثلاثة ، وثلثين وهو اثنان ، وسدسا وهو واحد ، فإذا جمعت هذه الأجزاء كانت ستة سواء
، ثم أخذ الواحد الذي هو أصل العدد مع الستة التي هي عدد تام كانت منهما السبعة
فكانت كاملة لأنّه ليس بعد النّماء إلا الكمال.
ولعلّ واضع
اللغة سمّى الأسد بالسبع لكمال قوته ، كما سمّاه أسدا لإساده في السير ، فإذا ثبت
هذا «فسبعين مرة» في الآية يكون غاية الغاية وكمال النهاية ؛ لأن الآحاد غايتها
العشرات ، فكان المعنى : إن الله لا يغفر لهم ـ وإن استغفرت ـ أبدا.
__________________