(٢)
أضواء على علم التّفسير
١ ـ علم التفسير :
ـ قال ابن خلدون في مقدمته :
إنّ القرآن نزل بلغة العرب وعلى أساليب بلاغتهم ، فكانوا يفهمونه ويعلمون معانيه في مفرداته وتراكيبه.
وكان ينزل جملا جملا ، وآيات آيات لبيان التوحيد ، والفروض الدينية بحسب الوقائع.
ومنها : ما هو في العقائد الإيمانية.
ومنها : ما هو في أحكام الجوارح.
ومنها : ما يتقدم ، ومنها ما يتأخر ويكون ناسخا له.
وكان النبي صلىاللهعليهوسلم يبيّن المجمل ، ويميّز الناسخ من المنسوخ ، ويعرّفه أصحابه فيعرفونه ، وعرفوا سبب نزول الآيات ومقتضى الحال منها منقولا عنه ، كما علم من قوله تعالى : (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ) أنّها نعي النبي صلىاللهعليهوسلم.
فقد أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والبزار وأبو يعلى وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عمر قال : هذه السورة نزلت على النبي صلىاللهعليهوسلم أوسط أيام التشريق بمنى ، وهو في حجّة الوداع : (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ) حتى ختمها. فعرف رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنّه الوداع.