وهذا هو الجواب عن قوله : (وَفُتِحَتْ أَبْوابُها)(١) و (ثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ)(٢).
فإنّ واو الثمانية واو الاستئناف ؛ لأنّ الشيء إذا انتهى إلى كماله وجب استئناف حاله.
(خِلافَ رَسُولِ اللهِ). (٨١)
أي : على مخالفته ، وقيل : بعده وخلفه كما قال الهذلي :
٤٧٧ ـ قال : تبك في رسم الدّيار فإنّها |
|
ديار بني عوف وهل عنهم صبر |
٤٧٨ ـ فما كنت أخشى أن أعيش خلافهم |
|
بستة أبيات كما نبت العتر (٣) |
(وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ). (٨٤)
في عبد الله بن أبيّ بن سلول (٤).
(الْخَوالِفِ). (٨٧)
النساء والصبيان لتخلفهم عن الجهاد.
(وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ). (٩٠)
__________________
(١) سورة الزمر : آية ٧٣.
(٢) سورة الكهف : آية ٢٢.
(٣) البيتان للبريق الهذلي ، والثاني منهم في لسان العرب مادة : عتر ٤ / ٥٣٨. وفي الديوان [ديار بني زيد]. والعتر : شجر له ورق صفار ، يقول : هذه الأبيات متفرقة مع قلّتها كتفرق العتر في منبته ، وهما في ديوان الهذليين. راجع ديوان الهذليين ٣ / ٥٨.
(٤) أخرج ابخاري ومسلم عن ابن عمر قال : لما توفي عبد الله بن أبيّ بن سلول أتى ابنه عبد الله رسول الله صلىاللهعليهوسلم فسأله أن يعطيه قميصه ليكفنه فيه ، فأعطاه ثم سأله أن يصلي عليه ، فقام رسول الله ، فقام عمر بن الخطاب فأخذ ثوبه فقال : يا رسول الله ، أتصلي عليه وقد نهاك الله أن تصلي على المنافقين؟ فقال : إنّ ربي خيّرني وقال : (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) وسأزيد على السبعين ، فقال : إنه منافق. فصلى عليه ، فأنزل الله تعالى : (وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ) فترك الصلاة عليهم. انظر فتح الباري ٣ / ١١٠ ، ومسلم رقم ٢٤٠٠.