(وَما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ). (٧٤)
وذلك أنّ مولى للجلاس قتل ، فأمر له النبيّ عليه الصلاة والسّلام بديته فاستغنى بها (١).
(فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ). (٧٧)
أي : بخلهم بحقوق الله إلى يوم يلقون بخلهم.
وقيل : أعقبهم الله ذلك بالخذلان وحرمان التوبة.
وقيل : معناه : جازاهم ببخلهم وكفرهم ، كما قال النابغة :
٤٧٦ ـ فمن أطاع فأعقبه بطاعته |
|
كما أطاعك ودلّله على الرّشد (٢) |
(الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ). (٧٩)
__________________
ـ إليّ ، وأحسنهم عندي أثرا ، وأعزّهم عليّ أن يدخل عليه شيء يكرهه ، ولقد قلت مقالة لئن ذكرتها لتفضحنّك ، ولئن سكتّ عنها لتهلكنّي ، ولأحدهما أشدّ عليّ من الأخرى ، فمشى إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فذكر له ما قال ، فأتى الجلاس فجعل يحلف بالله ما قال ، ولقد كذب عليّ عمير ، فأنزل الله : (يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ ..). الآية.
(١) أخرج ابن ماجه ٢ / ٨٧٩ والبيهقي وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قتل رجل على عهد النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فجعل ديته اثني عشر ألفا ، وذلك قوله : (وَما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ) ، قال : بأخذهم الدية. ـ وأخرج ابن أبي حاتم عن عروة قال : كان جلاس يحمل حمالة ، أو كان عليه دين فأدّى عنه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فذلك قوله : (وَما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ).
(٢) البيت للنابغة الذبياني من قصيدة يمدح بها النعمان بن المنذر ، وفي الديوان :
فمن أطاعك فانفعه بطاعته |
|
كما أطاعك وادلله على الرّشد |
ومن عصاك فعاقبه معاقبة |
|
تنهى الظلوم ولا تقعد على ضمد |
راجع ديوانه ص ٣٣ ؛ وتهذيب الألفاظ لابن السكيت ص ٧٨.