(لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا). (٢٥)
في معنى النهي لا الخبر (١) ، لتكون الفتنة خاصّة بالظالمين (٢).
ولو كان تأويل الآية عموم الفتنة لقال : لا تصيب الذين ظلموا منكم خاصة.
وقال الكسائي : هو نهي في معنى الجزاء ، مثل قولك : انزل عن الدابة لا تطرحنّك.
ولو كان جزاء خالصا ما دخلته النون ، كقولك : قم أضربك.
(تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ). (٢٦)
المؤمنون في أول الإسلام. وقيل : قريش ، وكانوا قليلا أيام جرهم وخزاعة.
(يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً). (٢٩)
مخرجا. وقيل : فتحا ، لقوله : (يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ)(٣).
(لِيُثْبِتُوكَ). (٣٠)
أي : في الوثاق والحبس. وقيل : يثخنوك. رماه فأثبته.
(أَوْ يُخْرِجُوكَ).
قال أبو البختري : نخرجه على بعير شرود ، يطرد حتى يهلك.
__________________
(١) في المخطوطة : خير ، وهو تصحيف.
(٢) قال المبرد : إنه نهي بعد أمر ، والمعنى النهي للظالمين ، أي : لا تقربن الظلم. وحكى سيبويه : لا أرينّك ههنا ؛ أي : لا تكن ههنا ؛ فإنه من كان ههنا رأيته. وقال الجرجاني : المعنى اتقوا فتنة تصيب الذين ظلموا خاصة. راجع القرطبي ٧ / ٣٩٣.
(٣) سورة الأنفال : آية ٤١.