وقول حسان :
٢٢٣ ـ فليست بسنهاء ولا رجبيّة (١) |
|
............... |
ومعنى لم يتسنه : لم يتغير باختلاف السنين ، أو لم تعمل فيه السنة التي يراد بها الجدب لا الحول كما قال تعالى : (وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ).(٢) ومنه يقال : أسنتوا : إذا أجدبوا (٣).
(نُنْشِزُها)(٤).
نرفع بعضها إلى بعض ، والنشز المكان المرتفع ، ونشوز المرأة : ترفّعها.
(وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى). (٢٦٠)
سبب ذلك أنه رأى جيفة مزقتها السباع واستهلكت أشلاءها في الرياح ، فأحب معاينة إحيائها ليقوى علمه اليقيني بالحس والمشاهدة ، فتكون على هذا ألف (أَوَلَمْ تُؤْمِنْ) للتقرير وإن كانت صورتها للاستفهام. أي : قد آمنت فلم تسأل هذا؟ فقال : (لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) باجتماع المشاهدة مع العلم.
قال كثيّر في التقرير بلفظ الاستفهام :
__________________
(١) الشطر لحسان بن ثابت ، وقيل لسويد بن الصامت وهو صحابي وعجزه :
ولكن عرايا في السنين الجوائح
والرجبية : التي تكاد تسقط فيعمد حولها بالحجارة ، والسنهاء : النخلة القديمة. وهو في تفسير القرطبي ٣ / ٢٩٢ ؛ ومعاني الفراء ١ / ١٧٣ ؛ والبحر المحيط ٢ / ٢٨٥ ؛ وإعراب القرآن للنحاس ١ / ٢٨٤ ؛ ومجمل اللغة ٣ / ٦٦٤ ؛ وسيأتي البيت ثانية ، وقد نسبه المؤلف لسويد ، وهو الأصح.
(٢) سورة الأعراف : آية ١٣٠.
(٣) قال في اللسان : أسنتوا فهم مسنتون : أصابهم سنة وقحط ، وأجدبوا.
(٤) وهي قراءة ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بالزاي. والباقون بالراء ، من : أنشر الله الموتى : أحياهم. راجع الإتحاف ص ١٦٢.