وإذا كان هذا مقررا لمن حاج إبراهيم كان وجه الحجة أنّ ربي يحرك الشمس قسرا على غير حركتها ، فإن كنت ربّا فحرّكها بحركتها ، لأنّ تقرير الشيء على طبعه أهون من نقله إلى هذه ، فعند ذلك :
(فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ).
أي : دهش وتحيّر.
(أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ). (٢٥٩)
قيل : لا يجوز أن يكون ذلك نبيا لأنّ قوله : (أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللهُ) كلام شاكّ مستبعد ، ولأنّ الآية. على التعجب من قوله كالآية الأولى ، ولأنّ قوله : (فَلَمَّا تَبَيَّنَ) ، وقوله : (أَعْلَمُ) يدلان على شكه في الحال.
وقيل : يجوز أن يكون نبيا ، وإنما قال ذلك قبل الوحي ، أو على طريق التبيين بالمشاهدة كقول إبراهيم : (أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى) ولأنّ الإعادة فيه وفي الحمار من المعجزات ، ولأنّ في سياق الآية (وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً).
(خاوِيَةٌ).
خربة خالية ، خوي المنزل : خرب ، وخوى النجم : سقط.
(عَلى عُرُوشِها).
على أبنيتها وسقوفها.
(لَمْ يَتَسَنَّهْ).
إن قلت : سانيت مساناة فالهاء للوقف ، وإذا وصلت قلت : لم يتسنّ ، وإن كان من : سانهت مسانهة فالهاء لام الفعل ، ويؤكد ذلك سنيهة في تصغير سنة.
__________________
(١) أي : ارتفاع.