(مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ).
خصّ البيع لما في المبايعة من المعاوضة ، فيكون ذلك كالفداء من العذاب كقوله : (وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ).(١)
وقيل : إنّ البيع كناية عن وجود المكاسب ، كأنه أشار إلى أنّ المال لا ينفع ، ولو نفع المال لما أمكن.
(الْحَيُّ الْقَيُّومُ). (٢٥٥)
القائم بتدبير خلقه ، العالم بتصاريف ملكه ، والوصفان يوجبان انتفاء النوم.
(لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ).
والسّنة التي هي : ترنيق النوم. كما قال العاملي (٢) :
٢١٧ ـ وكأنّها بين النساء أعارها |
|
عينيه أحور من جاذر جاسم |
٢١٨ ـ وسنان أقصده النعاس فرنّقت |
|
في عينه سنة وليس بنائم |
(وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ).
علمه عن ابن عباس ، ولذلك وصله بقوله : (وَلا يَؤُدُهُ) ، أي : لا يثقله.
__________________
(١) سورة الأنعام : آية ٧٠.
(٢) البيتان لعدي بن الرقاع العاملي من الشعراء الأمويين. وهما في حاشية الشيخ زاده ١ / ٥٦٨ ؛ والكامل ١ / ٨٦ والوحشيات ٣١٣ ؛ وأمالي القالي ١ / ٢٣٢. والبيت الثاني في تفسير القرطبي ٣ / ٢٧٢ ؛ والبحر المحيط ٢ / ٢٧٢ ؛ وتفسير الماوردي ١ / ٢٦٩. وقوله : الأحور : من به حور ، وهو شدة بياض العين في شدّة سوادها ، والجآذر جمع جؤذر ، وهو ولد البقرة الوحشية. وجاسم : قرية بالشام.