وقيل : الفتح لمرّة واحدة ، والضم اسم ما اغترف.
(يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللهِ). (٢٤٩)
يحدّثون أنفسهم ، وهو أصل الظن ؛ ولذلك صلح الظن للشك واليقين.
(كَمْ مِنْ فِئَةٍ).
والفئة (١) : القطعة من القوم ، من فأوت رأسه : قطعته ، وقيل : من فاء ، أي : رجع ، كأنهم يرجعون إلى منعة.
ـ الجزء الثالث ـ
(تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ). (٢٥٣)
بما استحقوه من ثواب في الآخرة ، وفي الدنيا بحسب مصالح العباد لا على الميل والمحاباة (٢).
(وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُوا). (٢٥٤)
قال الحسن : هي مشيئة القدرة بالإلجاء (٣) ، وقيل : هي مشيئة الصرفة ، والصرفة مسألة كلامية مفتنة (٤).
__________________
(١) في المخطوطة : الفيئة. وهو تصحيف.
(٢) قال قتادة : اتّخذ الله إبراهيم خليلا ، وكلّم موسى تكليما ، وجعل عيسى كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له : كن فيكون ، وهو عبد الله وكلمته وروحه ، وآتى داود زبورا ، وأتى سليمان ملكا لا ينبغي لأحد من بعده ، وغفر لمحمد ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.
(٣) وهذا القول منسوب لعلي بن عيسى الرماني قال : هذه مشيئة القدرة مثل : (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً) ولم يشأ ذلك وشاء تكليفهم فاختلفوا. راجع البحر المحيط ٢ / ٢٧٤.
(٤) وملخص القول بالصرفة أنّ الناس قادرون على فعل ما وإنما يصرفهم الله عنه ضربا من الصرف ، أو يمنعهم من الإتيان بمثله ضربا من المنع ، أو تقصر دواعيهم إليه دون فعله مع قدرتهم عليه. وهذا قول المعتزلة ، وبعضهم قال هذا بالقرآن ، بأنّ البلغاء قادرون على الإتيان بمثله لكنّ الله صرفهم عنه.