استعجال الأعمال لإدبار النهار ، كما قال الأخنس بن شهاب (١) :
٢١٤ ـ تظلّ بها ربد النعام كأنها |
|
إماء تزجّى بالعشيّ حواطب |
وقال علقمة بن عبدة :
٢١٥ ـ فولّى على آثارهنّ بحاصب |
|
وغيبة شؤبوب من الشدّ ملهب |
٢١٦ ـ فأدركهنّ ثانيا من عنانه |
|
يمرّ كمرّ الرائح المتحلّب (٢) |
وإنما أبهمت الصلاة الوسطى مع فضلها على غيرها ؛ ليحافظ ذو الرّغبة في الثواب على الصلوات ، ولا يستند إلى واحدة ؛ ولهذا أخفيت لية القدر ، ولهذا لا يعلم صغيرة بعينها لا مكفّرة باجتناب الكبائر فلا يضرّ فعلها إذا علمت.
فالأولى ألا تعلم لتجتنب الذنوب بأسرها.
(فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً). (٢٣٩)
أي : صلّوا على أرجلكم ، أو على ركابكم وقوفا ومشاة.
والرّجال جمع راجل ، مثل : التّجار والصّحاب.
(وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ). (٢٤٠)
نصب على المصدر ، أي : فليوصوا وصيّة ، أو على المفعول به ، أي : أوجب الله عليهم وصيّة.
__________________
(١) شاعر جاهلي قديم ، وهو فارس العصا ، والعصا : فرسه. والبيت من قصيدته المفضلية ، راجع المفضليات ص ٢٠٤ ؛ والصناعتين ص ١٠٠ ؛ والحيوان ٤ / ٤١٤. والربد : جمع أربد وربداء ، والربدة : سواد في بياض. والحواطب : اللاتي يحملن الحطب.
(٢) البيتان في الأغاني ٧ / ١٢١ ولهما قصة فيه ، وهما في المعاني الكبير ١ / ٨١ ؛ وفي ديوانه ص ٩٥ مع بعض التغيير. والثاني في الصناعتين ص ٨٩.