٢١١ ـ ................ |
|
متاع قليل من حبيب مفارق (١) |
ولا يبلغ بالمتعة هذا المبلغ.
(وَالصَّلاةِ الْوُسْطى). (٢٣٨)
من حيث إنّ الخمسة المبهمة لا واسطة لها معيّنة كثر الاختلاف فيها.
فقيل : إنها الفجر ؛ لأنّ الظهر والعصر قد يجمع بينهما ، وكذلك العشاء والمغرب ، والفجر حامية جانبها عن غيرها.
وقيل : إنها الظهر ؛ لأنها وسط النهار ، وكانت تشق عليهم إقامتها في الهاجرة الحجازية التي تشوي كل شيء.
وقيل : إنها المغرب ؛ لأنها وسط في الطول والقصر ، ووقت العجلة للانكفاء إلى المنازل فيشغل عن الصلاة. قال :
٢١٢ ـ رموت عليها الكسر من غير ريبة |
|
فلم أر إلا بذل تبن مترب |
ـ فقلت بعيد منك تطلابك القرى |
|
وأجفلت عنها كالعجول المغرب (٢) |
وقيل : إنها العصر ، لأنها بين صلاتي النهار والليل ، ولأنّه وقت
__________________
(١) هذا عجز بيت ، وشطره : [وقوف على قبر مقيم بقفرة].
وذكر الجاحظ أنه : لما دفن سليمان بن عبد الملك أيوب ابنه وقف ينظر القبر ثم قال :
كنت لنا أنسا ففارقتنا |
|
فالعيش من بعدك مرّ المذاق |
وقربت دابته فركب ووقف على قبره وقال :
وقوف على قبر مقيم بقفرة |
|
متاع قليل من حبيب مفارق |
ثم قال : عليك السّلام ، ثم عطف رأس دابته وقال :
فإن صبرت فلم ألفظك من شبع |
|
وإن جزعت فعلق منفس ذهبا |
راجع الكامل للمبرد ٢ / ٩٣ ، والبيان والتبيين ٤ / ١٢٣.
(٢) لم أجدهما.