(فَإِنْ أَرادا فِصالاً عَنْ تَراضٍ مِنْهُما وَتَشاوُرٍ).
أي : فطاما عن الرضاع. والتراضي لئلا يكون أحدهما للفطام كارها بما لا يعلمه الآخر. والتشاور فلأنهما لو تراضيا من غير تفكر في حال الرضيع لجاز أن يكون الفطام ضارا به. فالحمد له سبحانه يؤدّب الكبير ، ولا يهمل الصغير.
(وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكُمْ).
أي : لأولادكم إذ الاسترضاع لا يكون إلا للولد ، وهذا إذا اشتغلت المرأة بحق الزوج عن الإرضاع ، أو ينقطع لبنها ، أو تطلّق فتريد زوجا آخر.
(وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً يَتَرَبَّصْنَ). (٢٣٤)
أخبر عن الزوجات دون الذين ، وبهم ابتدأ كما قال :
٢١٠ ـ لعلّي إن مالت بي الريح ميلة |
|
على ابن أبي ذبّان أن يتندّما (١) |
وتأنيث العشر لتغليب الليالي على الأيام ، فإنّ سني العرب هلالية ، وأحكام الشرع تدور على الأهلة.
(عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّساءِ). (٢٣٥)
وهو بكلّ كلام يدل على الرغبة فيها من غير إفصاح بنكاح (٢).
__________________
(١) أبو ذبان كنية عبد الملك بن مروان ، كني بذلك لبخر كان به من أثر فساد كان في فمه. ويعني الشاعر بابنه هشام بن عبد الملك ، والبيت لثابت قطنة العتكي. والبيت في لسان العرب مادة ذبب ، ومعاني الفراء ١ / ١٥٠ ، والبحر المحيط ٢ / ٢٢٢ ؛ والدر المصون ٢ / ٤٧٦ ؛ وتفسير الطبري ٥ / ٧٧. والشاهد في البيت والآية ترك الأول بلا خبر وقصد الثاني ، لأن فيه الخبر والمعنى. قال الفراء فذلك جائز إذا ذكرت أسماء ثم ذكرت أسماء مضافة إليها فيها معنى الخبر أن تترك الأول ويكون الخبر عنه المضاف إليه. راجع معاني القرآن للفراء ١ / ١٥٠.
(٢) أخرج البخاري والبيهقي عن ابن عباس قال : التعريض : أن يقول : إني أريد التزويج ، وإني لأحب امرأة من أمرها وأمرها ، وإنّ من شأني النساء ، لوددت أنّ الله يسر لي امرأة صالحة من غير أن ينصب لها. الدر المنثور ١ / ٦٩٥.