والطلاق الجاهلي أيضا كان ثلاثة ، كما سئل ابن عباس عنه (١) فأنشد للأعشى :
٢٠٥ ـ أيا جارتي بيني فإنك طالقه |
|
كذاك أمور النّاس غاد وطارقه |
٢٠٦ ـ وبيني فإنّ البين خير من العصا |
|
وأن لا تزال فوق رأسك بارقه |
٢٠٧ ـ وبيني حصان الفرج غير ذميمة |
|
وموموقة عندي كذلك وامقه |
فذلك ثلاث تطليقات.
(إِلَّا أَنْ يَخافا أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللهِ). (٢٢٩)
قال أبو عبيدة : يوقنا (٢) :
وقيل : يظنا.
(فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ). (٢٣٢)
قاربنه وشارفنه. أو بلغن أجل الرجعة.
(وَلا تَتَّخِذُوا آياتِ اللهِ هُزُواً). (٢٣١)
__________________
(١) أخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أنّ نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عزوجل : (الطَّلاقُ مَرَّتانِ) هل كانت العرب تعرف الطلاق ثلاثا في الجاهلية؟ قال : نعم ، كانت العرب تعرف ثلاثا باتا ، أما سمعت الأعشى وهو يقول ـ وقد أخذه أختانه فقالوا : لا والله لا نرفع عنك العصا حتى تطلّق أهلك ، فقد أضررت بها ـ فقال :
أيا جارتي بيني فإنك طالقه |
|
كذاك أمور الناس غاد وطارقه |
فقالوا : والله لا نرفع عنك العصا أو تثلث لها الطلاق ، فقال :
بيني فإنّ البين خير من العصا |
|
وأن لا تزال فوق رأسك بارقه |
فقالوا : والله لا نرفع عنك العصا أو تثلّث الطلاق ، فقال :
بيني حصان الفرج غير ذميمة |
|
وموموقة فينا كذاك ووامقة |
وذوقي فتى حيّ فإني ذائق |
|
فتاة أناس مثل ما أنت ذائقة |
راجع الدر المنثور ١ / ٦٦٤. والأبيات في ديوان الأعشى ص ١٢٢ ؛ والأغاني ٨ / ٨٠ ؛ والاقتضاب ص ٣٨٨.
(٢) انظر مجاز القرآن ١ / ٧٤.