أطعم أكثر من مسكين ، وقيل : صام مع الفدية.
(وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ). (١٨٥)
أي : عدة أيام. الشهر للمطيق ، وعدة القضاء لغيره.
(وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ).
قيل : إنّه التكبير في يوم الفطر ، وقيل : إنّه تعظيم الله على ما هدى إليه من عبادته.
(فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي). (١٨٦)
قال أبو عبيدة : الاستجابة والإجابة واحدة. كما قال الغنوي :
١٦٦ ـ وداع دعا يا من يجيب إلى النّدى |
|
فلم يستجبه عند ذاك مجيب (١) |
فكأنّ المراد : فليجيبوا أوامري بالقبول والامتثال لأجيب دعاءهم.
وقال المبرّد : المراد بالاستجابة الانقياد والإذعان في كلّ ما أوجبه الله ، حتى إذا استجاب لله في أوامره أجابه الله في مسائله ، وهذا القول أجرى على الأصل ؛ لأنّ في معنى الإذعان معنى طلب الفعل ، ولأنّ الإذعان شرط في الدعاء ، كما أنّ الإيمان والتفويض ، وصدق الرجاء ومعرفة ما يدعو به أهو حسن وأنه خير وصلاح ، ومعرفة الوجه الذي عليه يحسن الدعاء ، وأنّ تعجيل الإجابة أو تأخيره على حسب مصالح الداعي وأنّ الله يرى ويسمع كلامه.
واختيار الله فيما يخيّره للداعي خير له من الإجابة. كلّ ذلك شرط.
__________________
(١) البيت لكعب بن سعد الغنوي ـ هو جاهلي ويقال أدرك الإسلام. والبيت في مجاز القرآن ١ / ٦٧ ؛ وتفسير الطبري ٢ / ٩٠ ؛ ومعاني القرآن للأخفش ١ / ٤٩ ؛ وتفسير الماوردي ١ / ٢٠٤ ؛ والقرطبي ٢ / ٣١٣ ؛ والبحر المحيط ٢ / ٤٧ ؛ وحاشية الشيخ زاده ١ / ٤٩٥.