وعن ابن عباس : التفاوت في مقادير الوصية بحكم الهوى والميل.
وعن عطاء (١) : إنه حرمان البعض ، وإعطاء البعض.
وقيل : الجنف في القول وحده ، والإثم في القول والفعل ، فيكون الجنف بالوصية قولا ، والإثم بالإعطاء في المرض.
قال جرير :
١٦٢ ـ هو الخليفة فارضوا ما قضى لكم |
|
بالحق يصدع ما في قوله جنف |
١٦٣ ـ يقضي القضاء الذي يشقى النفاق به |
|
فاستبشر الناس بالحقّ الذي عرفوا (٢) |
وقال القتبي : خاف بمعنى علم ؛ لأنّ الخوف بمعنى الخشية للمستقبل ، والوصية ههنا وقعت ، واستشهد بقول أبي محجن الثقفي :
١٦٤ ـ إذا متّ فادفنّي إلى أصل كرمة |
|
يروّي عظامي بعد موتي عروقها |
١٦٥ ـ ولا تدفنّني بالفضاء فإنّني |
|
أخاف إذا ما متّ ألا أذوقها (٣) |
(فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً). (١٨٤)
__________________
(١) هو عطاء بن أبي رباح ، كان من الراسخين في العلم لازم الإفادة والفتيا سنين كثيرة ، وكان أسود أعور أفطس أشلّ أعرج توفي سنة ١١٥ ه.
(٢) البيتان في ديوانه ص ٢٩٣. والأول في البحر المحيط ٢ / ٣٣٧ ؛ والكشاف ١ / ٤٠١.
(٣) البيتان في معاني القرآن للفراء ١ / ١٤٦ ؛ وخزانة الأدب ٨ / ٣٩٩ ؛ وحاشية الشيخ زاده ١ / ٤٩٠ ؛ وعيون الأخبار ١ / ٨. والثاني في مغني اللبيب ، وكلاهما في ربيع الأبرار ١ / ٧١٤ ؛ وتفسير القرطبي ٣ / ٥٦.