اعتراضا بين العطف والمعطوف ، والاعتراض لا يكون معتمد الكلام ، ولا يعمل فيه شيء ، ولهذا منع أبو علي في قول الشاعر :
١٦٠ ـ أتنسى لا هداك الله ليلى |
|
وعهد شبابها الحسن الجميل (١) |
١٦١ ـ كأنّ ، وقد أتى حول جديد |
|
... |
اعتراضا ، لأنّ موقعه نصب بما في كان من معنى التشبيه ، فمعناه : أنسيتها وقد مضى حول جديد.
(فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ). (١٧٨)
أي : القاتل ، إذا عفا وليّ القتيل عن القصاص ، وصالحه على المال ، أو عفا بعض الأولياء ، أو الولي عفا عن بعض القصاص ، ليظهر التقييد بشيء. (فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ) ،أي : ولي القتيل يطلب الدية بالمعروف ، وينظر القاتل إن أعسر ولا يشدد عليه. (وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ) ، أي : يؤدي القاتل إليه المال ولا ينقصه ولا يماطله. ورفع «اتباع» على الخبر عن ابتداء محذوف ، أي : فحكمه اتباع ، أو هو ابتداء خبره محذوف ، أي : فاتباع عليه ، وأما قوله : (فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ)(٢) فالأجود نصب «ضرب الرقاب» على الإغراء ، لأنّ «إذا» يجلب الفعل.
(فَمَنْ بَدَّلَهُ) (١٨١)
أي : الوصية. إذ الوصية والإيصاء واحد ، أو فمن بدل قول الموصي.
«والجنف» و «الإثم» : التوصية في غير القرابة. عن الحسن.
__________________
(١) البيتان ذكرهما ابن جني في المنصف ، والثاني عجزه : [أثافيها حمامات مثول]. والأثفية ما يوضع عليه القدر ، والحمامات : جمع حمامة وهي كركرة البعير. والبيتان في المنصف ٣ / ٨٢ و ٢ / ١٨٥ ؛ ولم يعرف نسبتهما المحقق ، وهما لأبي الغول في النوادر ص ٤٤٣ ؛ وشواهد الإيضاح ص ٣٥٧. والثاني منهما في لسان العرب مادة : ثفا ؛ والمسائل الحلبيات ص ١٤٨.
(٢) سورة محمد : آية ٤.