هو الكعبة ؛ لأنّ الشطر هو النصف ، والكعبة موضعها من المسجد الحرام في النصف من كلّ جهة.
(وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ). (١٤٨)
أي : شرعة ومنهاج ، عن الحسن.
ـ وغيره : قبلة ، إنّ لكلّ فرقة من أهل الأديان ، أو لكلّ أهل بلدة من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وجهة إلى القبلة. وقوله : (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ) يوضح هذا التأويل.
(هُوَ مُوَلِّيها).
إلى مولاها وقصده ، والضمير في (هُوَ) لله ، أي : الله موليها إياه بمعنى موليه إياها. وقيل : مولي إليها على ضد مولي عنها ، فيكون الضمير لكل. وتكرر (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) لتأكيد أمر القبلة حين تناحر المشركون واليهود فيه ، وخاضوا كل مخاض (١).
(لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ). (١٥٠)
في خلاف ما في التوراة من صرف قبلتكم إلى الكعبة.
(إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا).
إلا أن يظلموكم في كتمانه ، وقيل : إنه استثناء منقطع بمعنى لكن ، أي : لكن الذين ظلموا يضعون الشبهة موضع الحجة كقوله : (ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِ)(٢) أي : لكنهم يتبعون الظن ولا يعلمون.
__________________
(١) سئل جعفر بن محمد ما معنى تكرير القصص في القرآن؟ فقال : علم الله أنّ كل الناس لا يحفظ القرآن ، فلو لم تكن القصة مكرّرة لجاز أن تكون عند بعض الناس ولا تكون عند بعض ، فكرّرت لتكون عند من حفظ البعض.
(٢) سورة النساء : آية ١٥٧.