(كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ). (١١٦)
دائمون تحت تدبيره وتقديره ، فيدخل فيه البرّ والفاجر ، والصامت والناطق ، وكذلك على تأويل من قال : خاضعون لقدرته ، وشاهدون بما فيهم من آثار الصنعة على وحدانيته. كما قيل :
١١٥ ـ ولله في كلّ تحريكة |
|
وتسكينة أبدا شاهد |
١١٦ ـ وفي كلّ شيء له آية |
|
تدلّ على أنّه واحد (١) |
(فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ). (١١٧)
قيل : إنّه حقيقة في الأمر ، وإنّ الأمر من الله جلّ وعزّ جامع لكل ما يحدثه عن إبداع واختراع ، أو يخلقه على توليد وترتيب. فكلّ بأمره عند قوله : كن.
وقيل : إنه على التمثيل. أي : يطيع الكون لأمره في الحال كالشيء الذي يقال له : كن فيكون لا أنّ هناك قولا ، كقول الشاعر :
١١٧ ـ فقالت له العينان سمعا وطاعة |
|
وحدّرتا كالدرّ لمّا يثقّب (٢) |
ونظائره كثيرة ، وارتفاع «فيكون» إما على أنّه خبر مبتدأ محذوف أي : فهو يكون.
وإمّا على العطف. وذلك أنّ (كُنْ) أمر لفظا ، ولكن معناه الخبر كقوله : «أسمع به» ، أي : ما أسمعه. وتقديره : يقول له : يكون فيكون ،
__________________
(١) البيتان لأبي العتاهية ، وهما في شرح مقامات الحريري للشريشي ١ / ٧٨ ؛ وفي ديوانه ص ١٢٢ ؛ والحماسة البصرية ٢ / ٤٢٣ ؛ والثاني في مختصر ابن كثير ١ / ٢٦ ؛ والبحر المحيط ١ / ١٦٨.
(٢) البيت في لسان العرب مادة : قول ، ولم ينسبه ؛ وارتشاف الضرب ٢ / ٣٦٨ ، ولم ينسبه المحقق ؛ والخصائص ١ / ٢٢ ، ولم ينسبه المحقق ، وهو لامرىء القيس في ديوانه ص ٥٣ بتحقيق أبي الفضل إبراهيم.