١٠٧ ـ اعلم أني طريق عالية |
|
من المنايا قد كنت أنسأها |
١٠٨ ـ إنّ مصاب المنون يتبعه |
|
ولو تمادى لا بدّ مخطؤها |
وهذا التأخير على أوجه : تأخير التلاوة والحكم فلا ينزل ألبتة ، وتأخير التلاوة مع بقاء الحكم كآية الرجم ، وتأخير الحكم مع بقاء التلاوة كسائر ما نسخ من القرآن.
(نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها).
في التخفيف كالأمر بقتال الواحد العشرة نسخ بقتال الواحد الاثنين ، كما قال عزوجل : (الْآنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ)(١).
وقيل : بخير منها في المصلحة ، وهذا أولى لأنّ الله يدبر عباده على ما هو أصلح لهم لا على ما هو أخف عليهم ، ولأنّ الأخف داخل في الأصلح.
(أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى). (١٠٨)
وذلك أنّ قريشا سألت أن يحوّل لهم الصفا ذهبا ، فقال : هو لكم كالمائدة لبني إسرائيل فسكنوا (٢).
(فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ). (١٠٩)
(فَاعْفُوا) : فاتركوهم (وَاصْفَحُوا) : أعرضوا بصفحة وجوهكم عنهم ، فيكون الصفح بمعنى إعراض الصفحة ، كما أنّ الإعراض إقبال في قول الشاعر :
__________________
(١) سورة الأنفال : آية ٦٦.
(٢) أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد قال : سألت قريش محمدا أن يجعل لهم الصفا ذهبا فقال : نعم ، وهو كالمائدة لبني إسرائيل إن كفرتم ، فأبوا ورجعوا ، (فأنزل الله أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ) أن يريهم الله جهرة. راجع الدر المنثور ١ / ٢٦١ ؛ وتفسير ابن جرير ٤ / ١٠ ، وتفسير ابن أبي حاتم ١ / ٣٢٨.