وعن أبي حمزة قال سمعت أبا الحسن ع يقول لا والله لا يرى أبو جعفر بيت الله أبدا فقدمت الكوفة فأخبرت أصحابنا [بذلك] فلم يلبث أن خرج فلما بلغ الكوفة قال لي أصحابنا في ذلك فقلت لا والله لا يرى بيت الله أبدا فلما صار في البستان (١) اجتمعوا إلي أيضا وقالوا بقي بعد هذا شيء فقلت لا والله لا يرى بيت الله أبدا فلما نزل بئر ميمون (٢) أتيت أبا الحسن ع فوجدته قد سجد وأطال السجود ثم رفع رأسه إلي فقال اخرج فانظر ما يقول الناس فخرجت فسمعت الواعية على أبي جعفر فرجعت فأخبرته فقال الله أكبر ما كان ليرى بيت الله أبدا.
وعن عثمان بن عيسى قال قال أبو الحسن ع لإبراهيم بن عبد الحميد ولقيه سحرا وإبراهيم ذاهب إلى قبا وأبو الحسن داخل المدينة قال يا إبراهيم قلت لبيك قال إلى أين قلت إلى قبا قال في أي شيء قلت إنا كنا نشتري في كل سنة هذا التمر فأردت أن آتي رجلا من الأنصار لأشترى من التمر قال وقد أمنتم الجراد ثم دخل ومضيت أنا فأخبرت أبا الأعز وقلت والله لا أشتري العام نخلة فما مرت بنا خامسة حتى بعث الله جرادا فأكل عامة ما في النخيل.
وعن إبراهيم بن مفضل بن قيس قال سمعت أبا الحسن الأول ع وهو يحلف أنه لا يكلم محمد بن عبد الله الأرقط أبدا فقلت في نفسي هذا يأمر بالبر والصلة ويحلف أن لا يكلم ابن عمه قال فقال هذا من بري به وهو لا يصبر أن يذكرني ويعيبني فإذا علم الناس أني لا أكلمه لا يقبلون منه أمسك عن ذكري وكان خيرا له.
وعن محمد بن سنان قال قبض أبو الحسن ع وهو ابن خمس وخمسين سنة في عام ثلاث وثمانين ومائة عاش بعد أبيه خمسا وثلاثين سنة.
قال الراوندي رحمهالله تعالى الباب الثامن في معجزات موسى بن جعفر ع عن أبي الحسن الرضا ع قال قال أبي موسى بن جعفر ع لعلي بن
__________________
(١) والظاهران المراد منه بستان ابن عامر قريب من الجحفة.
(٢) بئر ميمون : موضع بأعلى مكّة وعندها قبر أبى جعفر المنصور قاله الحموي في المعجم.