الفانية أعمى القلوب والأبصار ووطن الأنفس على دخول النار ولقد أذكرتني حاله ع بيتا أنشدنيه الصاحب الشهيد السعيد تاج الدين محمد بن نصر بن الصلايا الحسيني قدس الله روحه حين عد المماليك على الملك المعظم ـ توران شاه بن الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل ناصر الدين محمد بن العادل أبي بكر بن أيوب فقتلوه بمصر في محرم سنة ثمان وأربعين وستمائة وساعدهم على قتله اثنان من عبيده اسم أحدهما محسن والآخر رشيد وهو :
ومن عجب الدنيا إساءة محسن |
|
وغي رشيد وامتهان معظم |
وقال المفيد رحمهالله باب عدد أولاده وطرف من أخبارهم.
وكان لأبي الحسن ع سبعة وثلاثون ولدا ذكرا وأنثى منهم الإمام علي بن موسى الرضا ع وإبراهيم والعباس والقاسم لأمهات أولاد شتى وإسماعيل وجعفر وهارون والحسن لأم ولد وأحمد ومحمد وحمزة لأم ولد وعبد الله وإسحاق وعبيد الله وزيد والحسن والفضل وسليمان لأمهات أولاد وفاطمة الكبرى وفاطمة الصغرى ورقية وحكيمة ـ وأم أبيها ورقية الصغرى وكلثوم وأم جعفر ولبابة وزينب وخديجة وعلية وآمنة وحسنة وبريهة وعائشة وأم سلمة وميمونة وأم كلثوم.
وكان أفضل ولد أبي الحسن موسى ع وأنبههم ذكرا وأعظمهم قدرا وأعلمهم وأجمعهم فضلا أبو الحسن علي بن موسى الرضا ع وكان أحمد بن موسى كريما جليلا ورعا وكان أبو الحسن موسى ع يحبه ويقدمه ووهب له ضيعته المعروفة باليسيرية ويقال إن أحمد بن موسى رضي الله عنه أعتق ألف مملوك.
وروى أن محمد بن موسى صاحب وضوء وصلاة وكان ليله كله يتوضأ ويصلي فيسمع سكب الماء (١) ثم يصلي ليلا ثم يهدأ ساعة (٢) فيرقد ويقوم فيسمع سكب الماء والوضوء ويصلي ليلا ثم يرتد سويعة ثم يقول فيسمع سكب الماء والوضوء فلا يزال
__________________
(١) سكب الماء : صبه.
(٢) هدء : سكن.