وقد أورد ـ أيضا ـ جميع تلك الروايات في الباب الرابع من كتابه ، وسندرسها مع غيرها من روايات الباب الرابع من كتابه ، ونبيّن خطأه في ما استند اليه إن شاء الله تعالى.
وفي الباب الثاني : «عقيدة الشيعة في الدور الثاني من القرآن» نقل في هذا الدور أقوال الشيخ الصدوق (ت : ٣٨١ ه) والشريف المرتضى (ت : ٤٣٦ ه) والشيخ الطوسي (ت : ٤٦٠ ه) والشيخ الطبرسي (ت : ٥٤٨ ه) بعدم تحريف القرآن.
وقال : «وأمّا في الدور الثاني ـ أي بعد منتصف القرن الرابع الى القرن السادس ، في القرنين كلّها ـ صدر هذا القول أوّل مرّة في الشيعة من هؤلاء الاربعة لا خامس لهم ...» (١).
وقال : «هل يستطيع أحد منهم أن يثبت أنّ في القوم أحدا ممن سبقهم الى هذا القول ، أو لهم خامس أظهر هذه المقالة كلّا! لا ، ولن يستطيع أحد أن يفعل ذلك ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا» (٢).
ثم نقل عدّة روايات من كتب الصدوق ، واستدلّ بها على أنّ الصدوق ـ أيضا ـ كان يؤمن بتحريف القرآن ، وانّما تظاهر هو وغيره بالقول بعدم التحريف تقيّة ، وقال : «وانّها تدلّ دلالة صريحة على أنّ القوم لم يلتجئوا الى القول بعدم التحريف إلّا تقيّة» (٣).
وقال : «وأمّا الطوسي ، فليس بمختلف عن ابن بابويه القمي ، وهو قد ملأ كتابه بمثل هذه الروايات التي نقلها عن متبوعه ، وكذلك المرتضى والطبرسي».
__________________
(١) نفس المصدر / ٦٥.
(٢) نفس المصدر ص ٦٦.
(٣) نفس المصدر ، ص ٧١.