المغرب قبل أن يتكلّم كتبت صلوته في علّيّين ، ومثلها موجودة في طرقنا أيضا (١) ، والمراد قبل أن يتكلّم بكلام أجنبيّ لا بمثل التعقيب ، وبذلك فسر الرواية الصحيحة ويكون المراد بالسجود الصلاة فإنّه يعبّر به عنها.
وقيل : المراد به التسبيح في أعقاب الصلوات من أدبرت الصلاة إذا انقضت فهو مصدر وقع موقع الظرف : أي وقت انقضاء السجود كقولهم : أتيتك خفوق النجم : أي وقته ، وقرء بفتح الهمزة جمع دبر ، ويقرب من هذه الآية ما في سورة الطور.
(وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبارَ النُّجُومِ) (٢).
(وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ) من أيّ مقام قمت أو من منامك أو حين تقوم إلى الصلاة المفروضة فتقول : سبحانك اللهمّ وبحمدك أو حين تقوم من مجلسك فقل : سبحانك اللهمّ وبحمدك لا إله إلّا أنت فاغفر لي وتب عليّ ، وقد روي مرفوعا (٣) أنّه كفّارة المجلس ، وروي عن عليّ عليهالسلام من أحبّ أن يكتال بالمكيال الأوفى فليكن آخر كلامه من مجلسه سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله ربّ العالمين (٤).
وقيل : المراد اذكر الله بلسانك حين تقوم إلى الصلاة إلى أن تدخل في الصلاة.
وقيل : المراد وصلّ بأمر ربّك حين تقوم من مقامك أو المراد صلاة الركعتين قبل صلاة الفجر.
__________________
(١) انظر الوسائل الباب ٢٩ من أبواب التعقيب الحديث ٢ ص ٤٠٨ ط أمير بهادر ، وفيه التصريح بكون الصلاة بعد التعقيب وقبل التكلم.
(٢) الطور ٤٩ و ٥٠.
(٣) انظر المجمع ج ٥ ص ١٧٠ وقلائد الدرر ج ١ ص ١٠٩ وزبدة البيان ص ٦١ وكنز العرفان ج ١ ص ٧٨ والدر المنثور ج ٦ ص ١٢٠.
(٤) انظر البحار ج ١٨ ص ٣٥ وقلائد الدرر ج ١ ص ١٠٩ ورواه في المجمع ج ٤ ص ٤٦٣ عن النبي (ص) مع تفاوت يسير في اللفظ.