قال أحمد : وبنا وكيع ، قال : بنا سفيان ، عن خصيف ، عن مجاهد ، قال : كان ناس مسترضعون في بني قريظة فأرادوا أن يكرهوهم على الإسلام فنزلت : (لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ) (١).
[٦٤] (٢) ـ أخبرنا عبد الوهاب الحافظ ، قال : ابنا ابن جبرون ، وأبو طاهر الباقلاوي ، قالا : ابنا ابن شاذان ، قال : ابنا ابن كامل قال : بنا محمد بن سعد قال : أخبرني أبي ، قال : حدّثني عمي ، عن أبيه ، عن جده ، عن ابن عباس رضي الله عنهما : (لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ) قال : وذلك لما دخل الناس في الإسلام وأعطى أهل الكتاب الجزية.
والثاني : أن المراد به ليس الدين ما يدين به في الظاهر على جهة الإكراه عليه ولم يشهد به القلب وينطوي عليه الضمائر ، وإنما الدين هو المعتقد بالقلب ، وهذا قول أبي بكر بن الأنباري.
والقول الثاني : أنه منسوخ : لأن هذه الآية نزلت قبل الأمر بالقتال ثم نسخت بآية السيف ، وهذا قول الضحاك والسّدّي وابن زيد.
[٦٥] (٣) ـ أخبرنا ابن ناصر ، قال : ابنا ابن أيوب ، قال : بنا ابن شاذان ، قال : ابنا أبو بكر النجاد ، قال : ابنا أبو داود ، قال : بنا جعفر بن محمد ، قال : بنا عمرو بن طلحة القناد ، قال : بنا أسباط بن نصر ، عن إسماعيل السّدّي فأسنده إلى من فوقه (لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ) قال : نسخ وأمر بقتال أهل الكتاب في براءة.
[٦٦] ـ أخبرنا المبارك بن علي ، قال : ابنا أحمد بن الحسن بن قريش ، قال : ابنا أبو إسحاق البرمكي قال : ابنا محمد بن إسماعيل بن العباس ، قال : ابنا أبو بكر بن أبي داود ، قال : بنا حمر بن نوح ، قال : بنا أبو معاذ قال : بنا أبو مصلح ، عن الضحاك (لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ) قال : نزلت هذه الآية قبل أن يؤمر بالقتال.
قال أبو بكر : وذكر المسيب بن واضح ، عن بقية بن الوليد ، عن عتبة بن أبي حكيم ، عن سليمان بن موسى قال : هذه الآية منسوخة (لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ) نسختها : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ) [التوبة : ٧٣].
__________________
(١) أخرجه ابن أبي حاتم (٢ / ٤٩٣ / ٢٦١١).
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم (٢ / ٤٩٥ / ٢٦١٧).
(٣) أخرجه الطبري (٥ / ٤١٠ / ٥٨١٩) وإسماعيل القاضي في «أحكام القرآن» وأبو داود في «الناسخ والمنسوخ» كما في «العجاب في بيان الأسباب» للحافظ ابن حجر العسقلاني (١ / ٦١١ ـ ٦١٢).