.................................................................................................
______________________________________________________
شرح العبارة : «القراءات السبع قسمان : منها ما هي جوهريّة ، أي : من قبيل جوهر اللفظ ، كملك ومالك ، والمراد بها ما تختلف خطوط المصحف به والمعنى باختلافه. ومنها ما هي أدائيّة ، أي : من قبيل الهيئة كالمدّ واللّين ، والمراد بها خلاف ذلك. والثاني لا يجب تواتره ، فيجوز كونه آحاديّا مع تواتر اللفظة التي تتّصف به ، لأنّ القرآن هو الكلام ، وصفات الألفاظ ليست كلاما. والأوّل يجب تواتره ، لأنّه قرآن ، وقد ثبت اشتراط التواتر فيه ، فلو كان غير متواتر لكان بعض القرآن غير متواتر ، وقد بطل» انتهى.
وهذه الكلمات كما ترى مفصّلة بين الجوهريّة والأدائيّة المفسّرة بالهيئة في كلام الفاضل الجواد. ولعلّ المراد بها ما يشمل المدّ واللين والحركات الإعرابيّة والبنائيّة ونحوها. هذا مع عدم بيان المراد بالجوهريّة سوى ما عرفته من الفاضل الجواد تبعا لجماعة ، وهو ما تختلف خطوط المصحف ومعناه باختلافه. ويلزمه أن لا يكون ما اختلف خطّه دون معناه أو بالعكس باختلافه متواترا ، وما ليس بتواتر ليس بقرآن اتّفاقا ، وإثبات عدم كون أمثال ذلك من القرآن دونه خرط القتاد ، لما يلزم عليه من كون بعض القرآن متواترا دون بعض.
وأورد الفاضل الجواد سؤالا على نفسه في دعوى عدم تواتر الهيئة بقوله : لا يقال : الهيئة جزء صوري للفظ كما أنّ الجوهر جزء مادّي للهيئة فإذا اشترط في القرآن التواتر وجب تواتره بكلا الجزءين ، فيجب تواتر الهيئة أيضا. وأجاب عنه ـ بعد تسليم كون الهيئة جزءا ـ صوريّا ـ بانعقاد الإجماع على عدم وجوب تواتر القرآن بتلك الهيئة. وهو كما ترى صريح في انعقاد الإجماع على عدم وجوب تواتر الهيئة ، وقد عرفت أنّ ظاهر الأكثر خلافه. وبالجملة إنّ كلماتهم في المقام غير محرّرة.
وكيف كان ، فحجّة من ادّعى تواتر الجميع من الجوهر والمادّة والهيئة أنّ القرآن من قبيل اللفظ ، فكما أنّ الجوهر جزء مادّي له ، كذلك الأداء والهيئة جزء