ومن جملة الظنون التي توهّم حجّيتها بالخصوص : الشهرة في الفتوى الحاصلة بفتوى جلّ الفقهاء المعروفين ، سواء كان في مقابلها فتوى غيرهم بالخلاف أم لم يعرف الخلاف (٣٧٢) والوفاق من غيرهم. ثمّ إنّ المقصود هنا ليس التعرّض لحكم الشهرة
______________________________________________________
٣٧٢. يمكن الفرق بين الشهرة وعدم الخلاف بأنّ الشهرة هي فتوى جلّ الفقهاء المعروفين ، سواء كانت في مقابلها فتوى غيرهم بخلاف أم لم يعرف الخلاف والوفاق ، وعدم الخلاف عبارة عن اتّفاق من وقفنا على فتواه ، مع عدم العلم بوجود من عدا من وقفنا على فتواه. وبعبارة اخرى : يعتبر في الشهرة إمّا وجود المخالف وإن لم يكن من المعروفين ، وإمّا وجود من لم تعرف موافقته ولا مخالفته للمعروفين بالفتوى ، بخلاف عدم الخلاف ، إذ يعتبر فيه اتّفاق من وقفنا على فتواه من دون خلاف ، ولا العلم بوجود من لا يعرف فتواه بالموافقة أو المخالفة. ومن هنا يفارق الإجماع السكوتي ، لأنّه عبارة عن فتوى جماعة مع سكوت الباقين بعد الاطّلاع على فتاواهم ، بأن لم يظهر منهم الرضا بها ولا إنكارها ، فيفارق عدم الخلاف في اعتبار استيعاب الجميع في الإجماع السكوتي ولو مع اعتبار سكوت بعضهم ، بخلاف عدم الخلاف على ما عرفت.
ثمّ إنّ الأقوال في المسألة أربعة : القول بحجّيتها مطلقا ، اختاره الشهيد في الذكرى ، وحكى عن الفاضل الاستناد إليها في إثبات الحكم في موضع من المختلف. واختاره الخوانساري وولده جمال العلماء ، بل هو ظاهر كلّ من قال