ننام عليه بالليل ، ونعلف عليه الناضح بالنهار ، وما لي ولها خادم غيرها».
جهّزت عليهاالسلام إلى عليّ عليهالسلام وما كان حشو فرشهما ووسائدهما إلّا ليفا.
في أيّام عرسها
جئن نسوة المدينة إليها وقلن : يا بنت رسول الله خطبك فلان وفلان فردّهم أبوك ،
وزوّجك عائلا ، ثمّ دخل النبيّ صلىاللهعليهوآله عليها فقالت عليهاالسلام : «زوّجتني عائلا» فهزّ النبيّ صلىاللهعليهوآله بيده معصمها وقال صلىاللهعليهوآله : «يا فاطمة عليهاالسلام! إنّه أخي في الدنيا والآخرة» فضحكت وقالت : «رضيت يا
رسول الله».
وفي رواية أنّ
النبيّ صلىاللهعليهوآله أجابها قائلا : «لم أزوّجك حتّى أمرني جبرئيل عليهالسلام».
وفي رواية أخرى
قال صلىاللهعليهوآله : «زوّجتك خيرهم».
وفي رواية
عكرمة بأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله أجابها قائلا : «أنكحتك أحبّ أهل بيتي».
كان مهرها
أربعمائة وثمانين درهما ، وقيل : كان أربعمائة مثقال فضّة.
دخلت سيّدة
نساء العالمين دار الزوجيّة التي لا تضمّ غير الخبز اليابس والملح والماء ، حيث لا
حرير ولا استبرق ، ولا شيء من مظاهر البذخ والترف ، بل يسودها التقى والزهد
والتهليل والتسبيح لربّ العزّة ، فشاركت زوجها خشونة العيش وبساطة الحياة ، فأنجبت
له الحسن والحسين عليهماالسلام وزينب وأمّ كلثوم ورقيّة التي ماتت صغيرة ، ومحسّنا
الذى أسقطه الجناة بين الحائط والباب عند ما هجموا على دارها.
ولمّا بلغت
الثامنة عشرة من عمرها الشريف فقدت أباها رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وبموته انتهز ولاة الأمور بعد أبيها إهانتها وظلمها ،
فصبّوا عليها وعلى بعلها جام ظلمهم وتعسّفهم ، فهجموا على دارها ، وجاءوا بالحطب
ليحرقوا الدار ومن فيه ، وكسروا ضلعها ، وأسقطوا جنينها ، ولطموا خدّها ، ثمّ
تجاسروا ودخلوا الدار ، وألقوا القبض على بعلها الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وأخرجوه إلى مسجد النبيّ صلىاللهعليهوآله بصورة مشينة ، وذلك لأخذ البيعة منه لأبي بكر بن أبي
قحافة ، ولم يكتفوا بما تقدّم ، بل قرّروا غصب حقّها ، ومنعها إرثها من أبيها ،
ونسوا أو تناسوا وصايا النبيّ صلىاللهعليهوآله فيها وفي بعلها وأولادها.
ومع كلّ تلك
الظروف القاسية وقفت عليهاالسلام أمام الظالمين لها متحدّية إيّاهم كالطود