وفي أشخاص آخرين تزوّجوا زوجات آبائهم الآية ٢٢ من سورة النساء : (وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ ...) فأنفذ إليه النبيّ صلىاللهعليهوآله من يقتله ، ولكنّه هرب وبقي إلى أيّام عمر بن الخطّاب. (١)
مناة
اسم أقدم وأشهر صنم عبدته العرب ، وسمّي «مناة» ؛ لأنّ دماء القرابين كانت تمنى عنده ، أي تراق عنده.
كان مختصّا بقبيلتي خزاعة وهذيل ، وكان الأوس والخزرج يؤلّهونه ويعبدونه ، وكان موضع احترام وتقدير قبائل غسّان والأزد وثقيف.
كانوا يعتقدون أنّه من بنات الله ، فكانوا يحجّون إليه ، ويطوفون حوله ، ويتبرّكون به ويهلّلون له ، وكانوا يسمّون أبناءهم بعبد مناة تبرّكا به.
كان هيكلا من الحجر الأسود ، وكان موضعه بالمسلك ، وقيل : المشلل ـ بين مكّة والمدينة ـ على ستّة أميال من مكّة وسبعة أميال من المدينة ممّا يلي القديد ، ثمّ نقلوه إلى الكعبة ونصبوه فيها. كانت العرب تفضّله على بقية الأصنام ، فكانوا يكثرون له القرابين والذبائح تقرّبا إليه.
جلبه إلى الحجاز عمرو بن لحيّ الخزاعيّ ، فكان أوّل صنم يدخل إلى الحجاز ، وهناك اعتقاد آخر يقول : إنّ البابليّين كان لهم صنم يسمّونه «مامناتو» ويعتقدون أنّه إله الموت ، فنقل ذلك الصنم عن طريق الآراميّين والنبطيّين إلى الحجاز ، وعرّبوا اسمه ، وسمّوه مناة وعبدوه.
ولم يزل متواجدا في مكّة حتّى فتحها النبيّ صلىاللهعليهوآله سنة ٨ ه ، فأمر الإمام
__________________
(١). أسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٢٣ ؛ اسد الغابة ، ج ٥ ، ص ٥٤٨ ؛ الاصابة ، ج ٣ ، ص ٤٦٢ في ترجمة منظور بن زبان ، وج ٤ ، ص ٤١٥ و ٤١٦ ؛ أعلام النساء ، ج ٥ ، ص ١٠٧ ؛ الأغاني ، راجع فهرسته ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ٢ ، ص ٣٠٥ ؛ تفسير الطبري ، ج ٤ ، ص ٢١٨ ؛ تفسير الميزان ، ج ٤ ، ص ٢٦٠ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٥ ، ص ١٠٤ ؛ الدر المنثور ، ج ٢ ، ص ١٣٤ ؛ مجمع البيان ، ج ٣ ، ص ٤٤.