ورواه أبو القاسم الطبراني من حديث عبد الرحيم بن سليمان ، عن محمد بن إسحاق ، عن عمرو بن دينار ، عن عبد الله بن عمرو ، أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «كان في وصية نوح لابنه : أوصيك بخصلتين وأنهاك عن خصلتين» ، فذكر نحوه.
وقد رواه أبو بكر البزار عن إبراهيم بن سعيد ، عن أبي معاوية الضرير ، عن محمد بن إسحاق ، عن عمرو بن دينار ، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم بنحوه. والظاهر أنه عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، كما رواه أحمد والطبراني. والله أعلم.
ويزعم أهل الكتاب أن نوحا عليهالسلام لما ركب السفينة ـ كان عمره ستمائة سنة. وقدمنا عن ابن عباس مثله ، وزاد : وعاش بعد ذلك ثلاثمائة وخمسين سنة ، وفي هذا القول نظر. ثم إن لم يمكن الجمع بينه وبين دلالة القرآن فهو خطأ محض. فإن القرآن يقتضي أن نوحا مكث في قومه بعد البعثة وقبل الطوفان ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون. ثم الله أعلم كم عاش بعد ذلك؟
فان كان ما ذكر محفوظا عن ابن عباس ـ من أنه بعث وله أربعمائة وثمانون سنة ، وأنه عاش بعد الطوفان ثلاثمائة وخمسين سنة ـ فيكون قد عاش على هذا ألف سنة وسبعمائة وثمانين سنة.
وأما قبره عليهالسلام : فروى ابن جرير والأرزقي عن عبد الرحمن بن سابط أو غيره من التابعين مرسلا ، أن قبر نوح عليهالسلام بالمسجد الحرام.
وهذا أقوى وأثبت من الذي يذكره كثير من المتأخرين ، من أنه ببلدة بالبقاع تعرف اليوم بكرك نوح ، وهناك جامع قد بني بسبب ذلك فيما ذكر والله أعلم.