إسناد صحيح إليه.
وروى ابن عساكر من طريق شيبان بن فروخ ، عن محمد بن زياد ، عن ميمون بن مهران ، عن ابن عباس أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «كبّرت الملائكة على آدم أربعا ، وكبر أبو بكر على فاطمة أربعا ، وكبر عمر على أبي بكر أربعا ، وكبر صهيب على عمر أربعا» (١).
قال ابن عساكر : ورواه غيره عن ميمون فقال عن ابن عمر.
واختلفوا في موضع دفنه. فالمشهور أنه دفن عند الجبل الذي أهبط فيه (٢) في الهند ، وقيل بجبل أبي قبيس بمكة. ويقال إن نوحا عليهالسلام لما كان زمن الطوفان حمله هو وحواء في تابوت ، فدفنهما ببيت المقدس. حكى ذلك ابن جرير.
وروى ابن عساكر عن بعضهم أنه قال : رأسه عند مسجد إبراهيم ورجلاه عند صخرة بيت المقدس. وقد ماتت بعده حواء بسنة واحدة.
واختلف في مقدار عمره عليهالسلام : فقدّمنا في الحديث عن ابن عباس وأبي هريرة مرفوعا : أن عمره اكتتب في اللوح المحفوظ ألف سنة.
وهذا لا يعارضه ما في التوراة من أنه عاش تسعمائة وثلاثين سنة ، لأن قولهم هذا مطعون فيه مردود ، إذ خالف الحق الذي بأيدينا مما هو المحفوظ عن المعصوم.
وأيضا فإن قولهم هذا يمكن الجمع بينه وبين ما في الحديث ؛ فإن ما في التوراة إن (٣) كان محفوظا ـ محمول على مدة مقامه في الأرض بعد الإهباط ، وذلك تسعمائة سنة وثلاثون سنة شمسية ، وهي بالقمرية تسعمائة وسبع وخمسون سنة ، ويضاف إلى ذلك ثلاث وأربعون سنة مدة مقامه في الجنة قبل الإهباط على ما ذكره ابن جرير وغيره ، فيكون الجميع ألف سنة.
وقال عطاء الخرساني : لما مات آدم بكت الخلائق عليه سبعة أيام ، رواه ابن عساكر.
فلما مات آدم عليهالسلام قام بأعباء الأمر بعده ولده شيث عليهالسلام وكان نبيا بنص الحديث الذي رواه ابن حبان في صحيحه ، عن ابي ذر مرفوعا أنه أنزل عليه خمسون صحيفة.
فلما حانت وفاته أوصى إلى ابنه أنوش (٤) فقام بالأمر بعده ، ثم بعده ولده قينن (٥) ثم من
__________________
(١) الحديث رواه السيوطي في الفتح الكبير (٢ / ٣١٦) وقال رواه الحاكم في المستدرك عن أنس وابن نعيم في الحلية من طريق ابن عباس. وفيه : ميمون بن مهران المجزري ، أبو أيوب ، أصله كوفي ، ثقة فقيه ، ولى الجزيرة لعمر بن عبد العزيز ، وكان يرسل ، من الرابعة ، مات سنة سبع عشرة ـ غ م ع.
تقريب التهذيب (٢ / ٢٩٢ / ١٥٥٣).
(٢) ط : منه.
(٣) و : إذا.
(٤) و : يانش.
(٥) م : قابن.