اكتب لي بها عندك أجرا واجعلها عندك ذخرا وضع عني بها وزرا ، واقبلها مني
كما قبلت من عبدك داود».
قال ابن عباس :
فرأيت النبي صلىاللهعليهوسلم قام فقرأ السجدة ثم سجد فسمعته يقول وهو ساجد كما حكى
الرجل عن كلام الشجرة.
ثم قال الترمذي
: غيب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
وقد ذكر بعض
المفسرين أنه عليهالسلام مكث ساجدا أربعين يوما وقاله مجاهد والحسن وغيرهما وورد
في ذلك حديث مرفوع ، لكنه من رواية يزيد الرقاشي وهو ضعيف متروك الرواية.
قال الله تعالى
: (فَغَفَرْنا لَهُ
ذلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ) أي أن له يوم القيامة لزلفى ، وهي القربة التي يقربه
الله بها ويدنيه من حظيرة قدسه بسببها ، كما ثبت في حديث :
«المقسطون على
منابر من نور عن يمين الرحمن ، وكلتا يديه يمين ، الذين يقسطون ، في أهليهم وحكمهم
وما ولوا».
وقال الإمام
أحمد في مسنده : حدثنا يحيى بن آدم ، حدثنا فضيل ، عن عطية. عن أبي سعيد الخدري ،
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن أحب الناس إلى الله يوم القيامة وأقربهم منه
مجلسا إمام عادل ، وإن أبغض الناس إلى الله يوم القيامة وأشدهم عذابا إمام جائر» .
وهكذا رواه
الترمذي من حديث فضيل بن مرزوق الأغر به وقال : لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه.
وقال ابن أبي
حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا عبد الله بن أبي زياد ، حدثنا سيار ، حدثنا جعفر بن
سليمان ، سمعت مالك بن دينار في قوله : (وَإِنَّ لَهُ
عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ) قال :
يقوم داود عليهالسلام يوم القيامة عند ساق العرش فيقول الله : يا داود مجدني اليوم بذلك الصوت الحسن الرخيم
الذي كنت تمجدني به في الدنيا ، فيقول وكيف وقد سلبته فيقول : إني أرده عليك
اليوم. قال : فيرفع داود بصوت يستفرغ نعيم أهل الجنان .
يقول تعالى : (يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً
فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى
فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ
لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ.)
[٣٨ / ص : ٢٦]
__________________