أجسادا من عظام ، ثم أوحى الله إليه. أن ناد : يا أيتها العظام إن الله يأمرك أن تكتسي لحما فاكتست لحما ودما وثيابها التي ماتت فيها. ثم قيل له : ناد : فنادى : أيتها الأجساد إن الله يأمرك أن تقومي فقاموا (١).
وقال أسباط : فزعم منصور عن مجاهد أنهم قالوا حين أحيوا : «سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت» فرجعوا إلى قومهم أحياء يعرفون أنهم كانوا موتى ، سحنة الموت على وجوههم لا يلبسون ثوبا إلا عاد رسما ، حتى ماتوا لآجالهم التي كتبت لهم.
وعن ابن عباس أنهم كانوا أربعة آلاف وعنه ثمانية آلاف ، وعن أبي صالح تسعة آلاف ، وعن ابن عباس أيضا كانوا أربعين ألفا.
وعن سعيد بن عبد العزيز كانوا من أهل أذرعات.
وقال ابن جريج عن عطاء : هذا مثل. يعني أنه سيق مثلا مبينا أنه لن يغني حذر من قدر!
وقول الجمهور أقوى أن هذا وقع.
وقد روى الإمام أحمد وصاحبا الصحيح من طريق الزهري عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل ، عن عبد الله بن عباس ، أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه فأخبروه أن الوباء وقع بالشام. فذكر الحديث. يعني في مشاروته المهاجرين والأنصار فاختلفوا عليه ، فجاءه عبد الرحمن بن عوف وكان متغيبا ببعض حاجته فقال : إن عندي من هذا علما سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إذا كان بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه وإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه». فحمد الله عمر ثم انصرف.
وقال الإمام : حدثنا حجاج ويزيد المفتي قالا حدثنا ابن أبي ذؤيب (٢) عن الزهري ، عن سالم ، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة. أن عبد الرحمن بن عوف أخبر عمر وهو في الشام عن النبي صلىاللهعليهوسلم أن هذا السقم عذب به الأمم قبلكم ، فإذا سمعتم به في أرض فلا تدخلوها ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه. قال : فرجع عمر من الشام.
وأخرجاه من حديث مالك عن الزهري بنحوه.
قال محمد بن إسحاق (٣) ولم يذكر لنا مدة لبث حزقيل في بني إسرائيل ثم إن الله قبضه إليه ، فلما قبض نسي بنو إسرائيل عهد الله إليهم وعظمت فيهم الأحداث وعبدوا الأوثان وكان في جملة ما
__________________
(١) رواه الطبري في تاريخه (١ / ٤٨٨ / معارف).
(٢) و : ابن أبي ذئب.
(٣) و : قال ابن إسحاق.