وقد قدمنا أنه تزوج لما شب امرأة من العماليق ، وأن أباه أمره بفراقها. ففارقها قال الأموي : هي عمارة بنت سعد بن أسامة بن أكيل العماليقي ثم نكح غيرها فأمره أن يستمر بها ، فاستمر بها ، وهي السيدة بنت مضاض بن عمرو الجرهمي ، وقيل هذه ثالثة ، فولدت له اثني عشر ولدا ذكرا وقد سماهم محمد بن إسحاق رحمهالله وهم : نابت ، وقيذر ، وإزيل ، وميشي ، ومسمع ، وماش ، ودوصا ، وأرر ، ويطور ، ونبش ، وطيما ، وقيذما. وهكذا ذكرهم أهل الكتاب في كتابهم. وعندهم أنهم الاثنا عشر عظيما المبشر بهم ، المتقدم ذكرهم وكذبوا في تأويلهم ذلك.
وكان إسماعيل عليهالسلام رسولا الى تلك الناحية وما والاها ؛ من قبائل جرهم والعماليق وأهل اليمن ، صلوات الله وسلامه عليه. ولما حضرته الوفاة أوصى إلى أخيه إسحاق ، وزوج ابنته «نسمة» من ابن أخيه «العيص» ابن اسحاق ، فولدت له الروم ، ويقال لهم بنو الأصفر ؛ لصفرة كانت في العيص. وولدت له اليونان في أحد الأقوال. ومن ولد العيص الأسبان قيل منهما أيضا.
وتوقف ابن جرير رحمهالله.
ودفن نبي الله إسماعيل بالحجر مع أمه هاجر ، وكان عمره يوم مات مائة وسبعا وثلاثين سنة.
وروي عن عمر بن عبد العزيز أنه قال : شكا إسماعيل عليهالسلام إلى ربه عزوجل حر مكة ، فأوحى الله إليه : إني سأفتح لك بابا إلى الجنة إلى الموضع الذي تدفن فيه. يجري عليك روحها إلى يوم القيامة.
وعرب الحجاز كلهم ينتسبون الى ولديه : نابت ، وقيذار.