(فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَما كُنَّا غائِبِينَ (٧) وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٨) وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ (٩) وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ) (١٠)
المرسل إليهم ، وهم الأمم عما أجابوا به رسلهم (وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ) عما أجيبوا به.
٧ ـ (فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ) على الرسل والمرسل إليهم ما كان منهم (بِعِلْمٍ) عالمين بأحوالهم الظاهرة والباطنة وأقوالهم وأفعالهم (وَما كُنَّا غائِبِينَ) عنهم وعمّا وجد منهم ، ومعنى السؤال التوبيخ والتقريع والتقرير إذا فاهوا به (١) بألسنتهم وشهد عليهم أنبياؤهم.
٨ ـ (وَالْوَزْنُ) أي وزن الأعمال ، والتمييز بين راجحها وخفيفها ، وهو مبتدأ خبره (يَوْمَئِذٍ) أي يوم يسأل الله الأمم ورسلهم ، فحذفت الجملة وعوّض عنها التنوين (الْحَقُ) أي العدل صفته ، ثم قيل توزن صحف الأعمال بميزان له لسان وكفّتان إظهارا للنّصفة ، وقطعا للمعذرة ، وقيل هو عبارة عن القضاء السويّ والحكم العادل والله أعلم بكيفيته (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ) جمع ميزان ، أو موزون ، أي فمن رجحت أعماله الموزونة التي لها وزن وقدر وهي الحسنات ، أو ما توزن به حسناتهم (فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الفائزون.
٩ ـ (وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ) هم الكفار ، فإنه لا إيمان لهم ، ليعتبر معه عمل فلا يكون في ميزانهم خير فتخف موازينهم (فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ) يجحدون ، فالآيات الحجج ، والظلم بها وضعها في غير موضعها ، أي جحودها وترك الانقياد لها.
١٠ ـ (وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ) جعلنا لكم فيها مكانا وقرارا ، أو مكّنّاكم فيها وأقدرناكم على التصرف فيها (وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ) جمع معيشة ، وهي ما يعاش به من المطاعم والمشارب وغيرها (٢) ، والوجه تصريح الياء لأنها أصلية ، بخلاف صحائف فالياء فيها زائدة ، وعن نافع أنه همز تشبيها بصحائف (قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ) مثل قليلا ما تذكرون.
__________________
(١) ليست في (ز).
(٢) في (ز) وغيرهما.