قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْها وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (١٦٤) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (١٦٥)
(الْمُسْلِمِينَ) لأنّ إسلام كلّ نبيّ متقدم على إسلام أمته.
١٦٤ ـ (قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِي رَبًّا) جواب عن دعائهم له إلى عبادة آلهتهم ، والهمزة للإنكار أي منكر أن أطلب ربا غيره ، وتقديم المفعول للإشعار بأنه أهم (وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ) وكلّ من دونه مربوب ليس في الوجود من له الربوبية غيره (وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْها) جواب عن قولهم اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) أي لا تأخذ نفس آثمة ذنب (١) نفس أخرى (ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) من الأديان التي فرّقتموها.
١٦٥ ـ (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ) لأنّ محمدا صلىاللهعليهوسلم خاتم النبيين فأمته قد خلفت سائر الأمم ، أو لأن بعضهم يخلف بعضا ، أو هم خلفاء الله في أرضه يملكونها ويتصرفون فيها (وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ) في الشرف والرزق وغير ذلك (دَرَجاتٍ) مفعول ثان ، أو التقدير إلى درجات ، أو هي واقعة موقع المصدر كأنه قيل رفعة بعد رفعة (لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ) فيما أعطاكم من نعمة الجاه والمال كيف تشكرون تلك النّعمة ، وكيف يصنع الشريف بالوضيع والغني بالفقير والمالك بالمملوك (إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقابِ) لمن كفر نعمته (٢) (وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) لمن قام بشكرها ، ووصف العقاب بالسرعة لأنّ ما هو آت قريب وما أمر الساعة إلّا كلمح البصر أو هو أقرب ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم : (من قرأ ثلاث آيات من أول الأنعام حين يصبح وكّل الله تعالى به سبعين ألف ملك يحفظونه وكتب له مثل أعمالهم إلى يوم القيامة) (٣).
__________________
(١) في (ز) بذنب.
(٢) ليست في (ز).
(٣) أخرجه الثعلبي من حديث أبي بن كعب وفيه أبو عصمة وهو متهم بالكذب ، وأوله عند الطبراني في الصغير في ترجمة إبراهيم بن نائلة من حديث ابن عمر ، وفيه يوسف بن عطية وهو ضعيف ، وأخرجه عنه ابن مردويه في تفسيره وأبو نعيم في الحلية.