(وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ) (٨٩)
٨٩ ـ (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) يعني نبيّهم ، لأنه كان يبعث أنبياء الأمم فيهم منهم (وَجِئْنا بِكَ) يا محمد (شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ) على أمتك (وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً) بيانا (١) بليغا (لِكُلِّ شَيْءٍ) من أمور الدين ، أما في الأحكام المنصوصة فظاهر ، وكذا فيما ثبت بالسنة ، أو بالإجماع ، أو بقول الصحابي (٢) ، أو بالقياس ، لأنّ مرجع الكلّ إلى الكتاب حيث أمرنا فيه باتباع رسوله عليهالسلام وطاعته بقوله : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) (٣) وحثّنا على الإجماع فيه بقوله : (وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ) (٤) وقد رضي رسول الله صلىاللهعليهوسلم لأمته باتباع أصحابه بقوله : (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم) (٥) وقد اجتهدوا وقاسوا ووطّؤوا طرق الاجتهاد والقياس مع أنه أمرنا به بقوله : (فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ) (٦) فكانت السّنّة والإجماع وقول الصحابي والقياس مستندة إلى تبيان الكتاب فتبين أنه كان تبيانا لكل شىء (وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ) ودلالة إلى الحقّ ورحمة لهم وبشارة بالجنّة لهم (٧).
__________________
(١) ليس في (ز) بيانا.
(٢) في (ز) الصحابة.
(٣) النساء ، ٤ / ٥٩. النور ، ٢٤ / ٥٤. محمد ، ٤٧ / ٣٣.
(٤) النساء ، ٤ / ١١٥.
(٥) حديث موضوع ليس صحيحا ، قال ابن حجر : رواه الدارقطني في المؤتلف من رواية سلام بن سليم عن الحرث بن غصن عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مرفوعا ، وسلام ضعيف ، وأخرجه في غرائب مالك من طريق حميد بن زيد عن مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر في أثناء حديث وفيه (فبأي قول أصحابي أخذتم اهتديتم ، إنما مثل أصحابي مثل النجم من أخذ بنجم منها اهتدى) وقال : لا يثبت عن مالك ، ورواته دون مالك مجهولون. ورواه عبد بن حميد والدارقطني في الفضائل من حديث حمزة الحريري عن نافع عن ابن عمر ، وحمزة اتهموه بالوضع ، ورواه القضاعي في مسند الشهاب من حديث أبي هريرة وفيه جعفر بن عبد الواحد الهاشمي وقد كذبوه ، وأخرجه البيهقي في المدخل من رواية جوبير عن الضحاك عن ابن عباس وجوبير متروك ، ومن رواية جوبير أيضا عن حوّاب بن عبد الله مرفوعا وهو مرسل ، قال البيهقي : هذا المتن مشهور وأسانيده كلها ضعيفة.
(٦) الحشر ، ٥٩ / ٢.
(٧) في (ز) لهم بالجنة.