(فَلَمَّا جاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (٦١) قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (٦٢) قالُوا بَلْ جِئْناكَ بِما كانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (٦٣) وَأَتَيْناكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصادِقُونَ (٦٤) فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبارَهُمْ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (٦٥) وَقَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ) (٦٦)
بأرسلنا ، أو بمجرمين ، وإلّا امرأته متعلق بمنجّوهم فكيف يكون استثناء من استثناء. لمنجوهم بالتخفيف حمزة وعليّ (قَدَّرْنا) وبالتخفيف أبو بكر (إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ) الباقين في العذاب ، قيل لو لم تكن اللام في خبرها لوجب فتح إنّ ، لأنّه مع اسمه وخبره مفعول قدّرنا ، ولكنه كقوله : (وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ) (١) وإنما أسند الملائكة فعل التقدير إلى أنفسهم ولم يقولوا قدّر الله لقربهم ، كما يقول خاصة الملك أمرنا بكذا والآمر هو الملك.
٦١ ـ ٦٢ ـ (فَلَمَّا جاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ* قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ) أي لا أعرفكم ، أي ليس عليكم زيّ السفر ، ولا أنتم من أهل الحضر ، فأخاف أن تطرقوني بشرّ.
٦٣ ـ (قالُوا بَلْ جِئْناكَ بِما كانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ) أي ما جئناك بما تنكرنا لأجله بل جئناك بما فيه سرورك وتشفّيك من عدوّك (٢) ، وهو العذاب الذي كنت تتوعّدهم بنزوله فيمترون فيه ، أي يشكّون ويكذّبونك.
٦٤ ـ (وَأَتَيْناكَ بِالْحَقِ) باليقين من عذابهم (وَإِنَّا لَصادِقُونَ) في الإخبار بنزوله بهم.
٦٥ ـ (فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ) في آخر الليل ، أو بعد ما يمضي شيء صالح من الليل (وَاتَّبِعْ أَدْبارَهُمْ) وسر خلفهم لتكون مطلعا عليهم وعلى أحوالهم (وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ) لئلا يروا ما ينزل بقومهم من العذاب فيرقّوا لهم ، أو جعل النهي عن الالتفات كناية عن مواصلة السير وترك التواني والتوقف ، لأن من يلتفت لا بدّ له في ذلك من أدنى وقفة (وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ) حيث أمركم الله بالمضيّ إليه وهو الشام أو مصر.
٦٦ ـ (وَقَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ) عدّي قضينا بإلى ، لأنه ضمّن معنى أوحينا ،
__________________
(١) الصافات ، ٣٧ / ١٥٨.
(٢) في (ز) أعدائك.